الخطة (ب) و التيس المحلل | صحيفة السفير

الخطة (ب) و التيس المحلل

خميس, 02/03/2017 - 14:16

في حديث الرئيس محمد ولد عبدالعزيز في مقابلته الاخيرة, مع قناة فرانس 24 اكد عزيز انه: سيدعم مرشحا في الانتخابات القادمة في 2019,ثم اضاف قائلا في -حديث ذا مغزي-, وردا علي سؤال له في نفس الموضوع " نعم سأدعم شخصية اخري لأني مواطن موريتاني, ومسؤول عن امور البلد" .ولعله يجدر بنا ان نورد الملاحظات التالية على ماجاء في كلام السيد الرئيس عزيز:

الملاحظة الاولي: هي ان ماورد علي لسان الرئيس عزيز ,يكشف عن وضع الخطة (ب)حيز التنفيذ, تلك الخطة, التي كانت قد اعدت سلفا كبديل عن الخطة (أ), المتعلقة بالمأمورية الثالثة ,والتي لم يستطع عزيز تنفيذها, بسبب ضغط الرفض القوي, الذي قابله من المعارضة,بل ومن عموم الشعب الموريتاني. ما جعله يستقر اخيرا علي الخطة الثانية(ب) ,وهي تأخذ شكل ,خطة ترشيح الرئيس السابق, سيد ولد الشيخ عبد الله في 2007 ,والتي انتهت بانقلاب الجنرال عزيز عليه في 2008.

الملاحظة الثانية: ان فكرة الوصاية علي الشعب, والدولة, مازالت مستحكمة في عقل الجنرال, اذ يعتقد, ان له الحق وحده, في ان يقرر نيابة عن الجميع, من هو الأصلح لحكم البلاد, وهو بالتالي (سيدعم) هذا(الأصلح), من وجهة نظره.

ولا يخفي علي القارئ مابين السطور,من تلك الجمل,ولعلمن ضمن ما عناه عزيز, ان الرئيس القادم أو(التيس المحلل), سيكون من اختيار الجنرال عزيز واصطفائه, من دون منازع.

سيما اذا علمنا,حالة الضعف,التي تعتري المعارضة الوطنية, فضلا عن تشرذمها,وهشاشة فعلها السياسي, كما وينضاف الى ذالك, تدني منسوب الوعي المجتمعي, بالممارسة الديمقراطية,وبخاصة اذا تعلق الأمر بمعارضة رئيس يمسك بتلابيب السلطة, ويستغلها للرغيب والترهيب.

الملاحظة الثالثة:انه بدخول الخطة (ب) حيز التنفيذ فان ما كان يأمل ,من انتقال ديمقراطي ,بات بعيد المنال-في المستقبل المنظورعلي الأقل- وكما يبدو, مما هو متاح حتي الآن من تسريبات -من حوانيت النظام- تنضافالي تصريحات الرئيس عزيز تصب كلها في أمر واحد, يتعلق باعادة سيناريو 2007 و2008 المفزع , وهو ما يعنيان الرئيس عزيز الذي حكم البلاد من ذالك التاريخ الى الآن ,لايزال مصرا علي عدم ترك السلطة, بل ولا حتي الوقوف منها علي مسافة معينة.

ولعل سؤال الذي يطرح نفسه هناوبالحاح: اذا كانت تلك هي خطط عزيز لإستمرارية حكمه, الذي لم يأتي بخير للبلاد ,فماذا اعددنا كشعب, وكمعارضة لمواجهة خطط الجنرالات, التي يريدون بها ابقانا تحت السيطرة ,والوصاية الأبوية, التي تمنعنا من ان نرشد, او ان يكون زمام امرنا بأيدينا..؟!!

 

الكاتب/ الحسين ولد النقره

[email protected]