اليمن: ارتخاء الحبل المشدود بين الامارات وهادي.. ابعاد الاحمر مقابل البقاء في عاصفة الحزم | صحيفة السفير

اليمن: ارتخاء الحبل المشدود بين الامارات وهادي.. ابعاد الاحمر مقابل البقاء في عاصفة الحزم

اثنين, 13/03/2017 - 15:39

اظهرت دولة  الامارات قوتها الحقيقة  في اليمن بعد السيطرة  العسكرية على الساحل الغربي ، وابرزت ذلك  بضغطها السياسي على حكومة  الرئيس “هادي”  ، فالخلافات التي فُجرت بين الامارات وجماعة هادي،  كان سببها ان حزب الاصلاح الاسلامي يشكل القوام السميك  لمعكسر “هادي”. ويبدو ان خطة الامارات لازاحة حزب الاصلاح لم تعد خطة مؤجلة.
فبعد حالة الشد والجذب والتي ضغطت بقوة على “هادي” وظهرت بوضح في ارتباك المشهد،  وتسرب انباء الخلافات ، بدت ملامح انفراج  بعد التعديلات على خارطة الطريق اليمنية، والتي كانت تنص على تقليص صلاحيات “هادي”
وكانت المبادرة التي تنص على تقليص صلاحيات الرئيس، مرفوضة تماما من قبل هادي،  في حين لم تطرح فكرة ابعاد نائبه الحالي “علي محسن الاحمر” والذي جيء به كنائب الرئيس بعد الاطاحة بـ”خالد بحاح”  رئيس الوزراء السابق ونائب الرئيس،  الذي اطاح به “هادي” بقرار مفاجئ وغير مدروس،  ولايوجد له تبرير سياسي، واعد خطوة مستفزة للامارات.
 فقد اطاح “هادي” ببحاح المقرب من الامارات ،  وعين  الجنرال الاحمر المقرب من الاصلاح،  في ظل الصراع بين المعكسرين  الاماراتي والاصلاحي “الاخوان المسلمين” ،  والذي ازهرت  اشجاره وتعمقت جذوره في الحرب اليمنية.
الحبل المشدود بين “هادي”  و “الامارات”  يمكن القول  انه على وشك الارتخاء فقط ان كان ذلك يعني قطع الحبل بين “هادي” و”الاصلاح”.
التعديلات  الاخيرة  للمبعوث الاممي  اسماعيل ولد الشيخ ، والتي اخرجت محسن الاحمر “الجنرال الاصلاحي” من التسوية السياسية، يمكنها ان تفرط عقد التحالف بين هادي والاصلاح ، مما يسمح بانفراج الازمة بين الحليف الخليجي القوي،  والرئيس الذي يحظى باعتراف العالم ودعم دول الخليج العربي.
 فقد  كانت “الامارات”  تهدد مع اشتداد عاصفة الصراع بين الامارات والاصلاح، بالانسحاب من عاصفة الحزم ، او سحب اعترافها بهادي كرئيس شرعي لليمن، ان ابقى على تحالفه المتين مع حزب الاصلاح الاسلامي.
ويجب ان نتذكر ان “هادي” يدين بالفضل لحزب الاصلاح الاسلامي ،  في تصعيده  رئيسا بانتخابات  بلا مرشح ، وبقائه برغم اعتراض الجنوب والحوثيين، فقد كان الاصلاح كأحد اكبر الاحزاب اليمنية واكثرها تنظيما، هو القاعدة الشعبية لهادي في مواجهة الجنوب والحوثيين، واستطاع الاحتفاظ به في منصبه حتى بعد الانقلاب الحوثي عليه.
 لذلك فان “هادي” يمثل بشكل ما الواجهة  السياسية لحزب الاصلاح، ويُعد تفكيك  التحالف بينهما تغييرا  في خارطة الصراع المحلية، خاصة ان هذا التفكيك يأتي لصالح  “الامارات” التي تعتبر الاصلاح هو الوجه المقابل للحركة الحوثية. وترى  “علي محسن الاحمر”  بنفس العين التي ترى فيها “عبد الملك الحوثي”.
الدور الاماراتي
هنا يتضح الدور الاماراتي في اليمن، فالامارات واحدة  من اقوى دول  المنطقة،  وهي قادمة بقوة الى خارطة الصراع الاقليمي،  وبدأت بفرض شروطها، وحلفائها، واستطاعت قوتها وقواعدها العسكرية على ضفتي البحر الاحمر ان تترجم لها سلطة قوية خارج حدودها، وتعد  تعديلات ولد الشيخ الاخيرة اعترافا بقوة الامارات الاقليمية، وترجمة لسطوتها وعمق دورها.
فالامارات كقوة صاعدة، استطاعت قواعدها العسكرية في ارتيريا “ميناء ومطار عصب” ان تقوي موقعها في اليمن، وتضيق الخناق البحري على الحوثيين
فبرغم  اخراج قاعدتها من جبوتي، بعد  الخلاف الاماراتي – الجبوتي، ابرمت عقدا لثلاثين  عاما مع ارتيريا، وهذا يضمن لها ان تطل على المضيق الاهم “باب المندب” وتشرف على الساحل الغربي لليمن، كما انها تقوم كدولة ذات نفوذ عسكري بحماية قناة السويس، وبذلك تتواجد في اهم الممرات المائية في المنطقة.
ان طريقة الامارات بادراة المخاطر، ترجمتها عمليا خلال عاصفة الحزم، غير انها مهدت لها بتدخلها في ليبيا 2011، ومازال تواجدها ودعمها في شرق ليبيا على الحدود مع مصر ، وكذلك دعمها اللوجستي لمصر، يؤهلها بقيام دور اكبر في المنطقة
وهذا مرهون بابعاد خصومها  “الاسلام السياسي ” بشقيه السني والشيعي، ومن يدعمه . فهي تؤكد بانها تنسق مع حلفائها في المنطقة  على مواجهة الارهاب والتطرف في “مصر، ليبيا” ، بينما في اليمن تقول انها تمنع التمدد الحوثي،  و بالتالي حليفه الايراني من السيطرة على باب المندب، وتدخل في شراكة قوية مع الولايات المتحدة في هجماتها الاخيرة على تنظيم القاعدة في اليمن.
وهي توجه تهما مباشرة لحزب الاصلاح الاسلامي بدعم القاعدة والجماعات المتطرفة، والتي شنت هجمات نوعية على الجنود والمواقع الاماراتية في اليمن،  ولذلك تعتبره خصما لايجب تقوية نفوذه.

 

منى صفوان/ كاتبة من اليمن