الحمد لله الشكور أمر بشكره ثم شكر من كان سببا في تحقيق بعض الأمور والصلاة والصلاة على النبي محمد الرؤوف الذي نصح بشكر من صنع وأسدى المعروف فقد قال ونعم الناصح : [من صنع لكم معروفا فكافئوه] ''أحمد وغيره'' وقال : [لا يشكر الله من لا يشكر الناس] ''أحمد وأبو داود والترمذي''
وبعد فقد تعددت الآراء في تفسير معارضة الشيوخ لمشروع التعديلات الدستورية وتناسى الجميع الحقيقة البارزة التي وراء هذا الفعل إن الشيوخ ناس مسلمون قبل كل شيء وقد بين لهم الإمام أحمد محمود –حفظه الله وجزاه خيرا عن الإسلام والمسلمين- نائب الجامع السعودي المضامين الشرعية للعلم والنشيد ثم ضرب على الوتر الحساس بقوله : لايجوز تغيير مابقي من رموز الاسلام في هذا البلد... ومن فعل ذلك فليعد جوابا لرب العالمين.
إن النبرة الصادقة للإمام والحجة القوية و الشجاعة النادرة والرؤية الواضحة وماتمكن في نفوس الموريتانيين من إيمان بالله هي الدافع الحقيقي للشيوخ.
وتفسير ذلك بمراعاة المصالح الشخصية تجاهل للحقيقة وسوء للتقدير وخطأ في التفكير
لو كان الأمر كذلك لاستلزم تنسيقا بينهم لايمكن خفاؤه على مخالفيهم من زملائهم على الأقل ومن أدلة ذلك أيضا أن المتدخلين منهم لم يخرجوا عن مضامين خطبة الإمام.
زد على ذلك القدرة العلمية والأدبية التي اتسم بها الإمام حيث سحق من حاولوا الرد عليه كالكنتي وبلعمش اللذين انسحب كل منهما واختفى بعد أول جواب من الإمام له.
فلم يجرؤ عالم ولا شاعر ولا متملق عليه بعد، حتى الإمام أحمدو ولد حبيب الرحمن –مع تقديرنا له ولعلمه- الذي حاول في الخطبة السابقة لتصويت الشيوخ أن يشرع تعديل النشيد والعلم كان كلامه باهتا وغير مقنع.
إن التفسير المادي للأمور وتجاهل الحقائق الدينية قد جر وسيجر على أصحابه من الأزمات مايدع الحليم منهم حيرانا.
وننصح الحكومة التي تروم إرشاد النفقات فيما يتداول من إرادتها عرض التغيير على الشعب أن أثر الخطبة مايزال قائما صداه في نفوس عوام المسلمين فليحذر الناصحون من السقوط مجددا في الاختبار الأخير.
والحمد لله على الفضل والمنة ونشكر الإمام والشيوخ وكل من كان سببا في انقاذ الأمة.
كتبه : طلحة ولد ابيه