هل ذاكرتنا ضعيفة لهذا الحد؟ أم اريد لها ذلك؟ ألم يغادر آخر جنودهم المستعمرين بلادنا قبل ستين عاما أو اقل بعد ان نهبوا و فتتوا و قسموا أوطاننا ، ألم يزرعوا سرطان الصهيونية الخبيث في قرة عيننا فلسطين ، ألم يقتلوا مليون جزائري او يزيد في غضون مئة عام ، ألم يحتلوا العراق بحجة واهية و كذبة مفضوحة و عاثوا فيه فسادا و سلموه على طبق من ذهب للفرس عدوهم المعلن و صديقهم الخفي ، و لم يحاسبهم أحد على كذبتهم تلك و ما تسببت به من قتل و تشريد للآلاف من العراقيين .
وإن كنا نسينا فعالهم فينا في القرون الماضية هل من المعقول أن ننسى كارثة العراق و فلسطين ، لماذا إذا ارتدت إلى ديارهم صفعة خفيفة أردت واحدا او اثنين منهم صرعى تصايحوا بملء افواههم أنه الإرهاب الإسلامي القادم من العالم المتخلف الهمج، نحن هنا لسنا في معرض الدفاع عن الإرهاب بل لا يحق لنا ذلك فديننا يأمرنا بالعدل و القسط في كل شيء حتى عند الدفاع عن النفس و ينهانا عن الاعتداء أي ما يحدث من عمليات في أوروبا مرفوض جملة و تفصيلا من منظور ديننا الحنيف و من الجور و الحيف نسبتها للإسلام و المسلمين فالذين يقومون بقتل و ترويع الآمنين في لندن و باريس و بركسل هم من ابناء تلك البلدان من المؤلفة قلوبهم تلقفتهم اجهزت الدعاية لداعش - صنيعتكم – قبل ان تلامس سماحة الإسلام حشاشة قلوبهم. فجندتهم لخدمة مشروعها العبثي
و مع ذلك نقول لمن يطلع علينا من شاشات التلفاز و في مواقع التواصل الاجتماعي و الذي من جلدتنا و يتكلم بلغتنا قبل ان تشدو بكلامك و تحبر مقالاتك نقدا و تقريعا و لوما للمسلمين و تصمهم بالإرهاب أنظر قليلا في تاريخ أسيادك القريب و البعيد و ما فعلوه في أوطاننا من قتل و تشريد ، مهما تكن قسوة و فظاعة ما يحدث في بلدانهم يبقى إرهاب افراد - الاسلام منهم براء – لا يرقى إلى فظاعة إرهاب الدول و الحكومات الذي أذاقونا منه أضعافا مضاعفة و الكيان الصهيوني و ما يحدثه في فلسطين شاهد على ذلك .
الأنكى و الأشد أن يطل عليك مفكر كبير يوصف بالعلم ليقول ويبرر لقوله أننا أمة همجية ميالة للعنف و القتل و لا نهدأ عن ذلك إلا بسطوة القانون و متى انفلتنا من عقاله شاع القتل و التقتيل ، كلا و الله بل نحن أمة ذات حضارة عظيمة ارشدت العالم إلى سواء السبيل و جلبت له الطمأنينة و الاستقرار و نحن دعاة سلام لا دعاة عنف و ديننا دين السلام و تحيتنا السلام ونشجب ونخلع كل من شذ عن منهجنا القويم و عاث في الأرض قتلا و افسادا كائنا من كان ، إلا اننا مع ذلك لا نقبل الضيم ولو كنا على فترة من القوة و لا نرضى ان يوسم ديننا بوسم الارهاب .
لا اعرف لماذا لا يرد احد سهام النقد إلى نحورهم بتذكيرهم بماضيهم الاستعماري وحاضرهم الاحتلالي و ما فعلوه من سلب و نهب لثرواتنا و تقسيم لأوطاننا ومع ذلك يطلع علينا دعيهم الجديد - و كبيرهم الذي يعلمهم السحر – و يقول لا نريد اللاجئين من بلدانكم في بلادي سحقا لك ألستم من تسبب في لجوئنا عن أوطاننا التي دمرتموها تدميرا بأيديكم و ايدي أزلامكم من الخونة و المتآمرين
إن ما أحدثوه في أوطاننا من فظاعات يندى لها الجبين سبب مباشر لما يحدث في بلادهم هذا هو الحق في عين كل منصف و هو تفسير لا تبرير و إن تقاعسنا عن تفسير سبب هذه الظاهرة الخطيرة خوفا من أن يظن بنا السوء أننا نبرر لها فلن تحل أبدا و سنبقى في دائرة الاتهام .