انعقد في منزل اشريف ولد عبد الله اجتماع قبلي باسم "اسماسيد"، رغم حضور ضامر، لم يتجاوز العشرات، وقد جاء هذا العشاء البارحة ليلة الجمعة الموافق 06/04/2017 تعبئة لاجتماع أوسع يوم السبت غدًا بقصر المؤتمرات، تأييدًا للاستفتاء المرتقب، وحضر هذا العشاء القبلي المذكور إلى جانب مستضيفه اشريف ولد عبد الله، عبدو ولد محم ومحمد ولد انويكظ وبعض رجال الأعمال.
وفد دأب هؤلاء على استغلال إسم أسرة "اسماسيد" لتأكيد ولائهم للنظام القائم، تفاديًا للمزيد من الاستهداف.
ومن الجدير بالذكر أن الثلاثي المذكور قد حُبس أكثر من شهر على ذمة التحقيق في ملف ماليٍ، ذي صلة بالبنك المركزي، أثاره عزيز إبان انتخابات 2009 الرئاسية، بعد أن اختار هؤلاء تأييد المرشّح أحمد ولد داداه، ومنذ تلك الضربة التأديبية، فهموا على ما يبدو عدم جدية الديمقراطية المحلية، مما دفعهم باستمرار لإظهار التأييد المبالغ فيه، للنظام العزيزي، وعدم تفويت أي فرصة للجزم والقسم المثير على هذا الولاء، ولو في سياق التعديلات الدستورية المثيرة بامتياز.
وفي المقابل يرفض قطاع عريض من هذه المجموعة، وعلى رأسهم زعيم القبيلة التقليدي أحمد ولد سيديّ ولد سيدي باب توظيف إسم القبيلة سياسيًا، كما يرفض ضمن موقفه السياسي المعارض المعروف، هذه التعديلات الدستورية محل الجدل الواسع.
لكن منذ أن ابتُليّتْ هذه المجموعة بتصدر هؤلاء "التيفاي" مشهدها السياسي بحكم نفوذهم المالي، باتوا يحسبون مواقفهم، حسب مصالحهم الضيقة، وليس وفق مصلحة الوطن أو حتى مجموعتهم الأسرية الخاصة "اسماسيد"، التي من الأخلاقي والحكيم تجنيبها هذا الموقف المريب الإسترزاقي الخائف.
ومما يستحق التنبيه أن المُنظم الرئيسي لمثل هذه التحركات ابن أُخت اشريف ولد عبد الله، محمد عبد الله ولد انتهاه الملقب "ولد جيلي"، قد دعا لمأموريات مفتوحة لولد عبد العزيز، إبان زيارته لأطار 28 نوفمبر 2016، وهو ما أثار أيضًا اشمئزازًا واسعًا ضد تصريحات ولد جيلي.
"الأقصى" رَصَدَتْ البارحة ردود فعل بعض أبناء الأسرة، فكانت رافضة في الغالب لهذا التوجه المؤيد للتعديل الدستوري، لكنه طمع التجار وخوفهم من التخلف عن ركب الموالاة ولو بشبر، خصوصًا بعد حبسهم وضربهم بالضرائب الخيالية.
فهل هو مسار المثل الحساني "إل عظو لحنش خلعو لحبل"، أم أن الكرامة تستحق قول "لا"، بشرف وصبر وتضحية.
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن