نقلت وكالات الأنباء أن عدّة دول عربية أبدت تأييدها للهجوم الصاروخي الأمريكي على سورية وإعتبرته تصرّفا صائبا وفي الإتجاه الصحيح ! إنه لشيء مؤسف جدا أننا وصلنا إلى هذا الوضع المأساوي .ما حدث ويحدث في سورية يثير الكثير من التساؤلات منها : ما الذي يكسبه العرب من الهجوم الأمريكي على سورية ؟ وهل تنازل ترامب وأخبر الحكّام العرب بخطّته لتنفيذه كما أخبر الروس ؟ ومن الذي يدفع ثمن الصواريخ التي أطلقت ؟ وماذا يستفيد العرب والمسلمون من حرق سورية ؟
ولماذا نسي العرب والمسلمون القدس وفلسطين، والجولان، ولواء الإسكندرون، وعربستان، والجزر الإماراتية، وسيناء، وإيلات، ومزارع شبعة المحتلة ويريدون تحرير الشام بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل ؟ ومن الجبان الذي ضرب أبناء سورية بالأسلحة الكيماوية ؟ من الممكن أن نظام الأسد هو الذي استخدم السلاح الكيماوي، ومن الممكن أيضا أن المعارضة فعلت ذلك لأن الطرفين أقذر من بعضهما بعضا. بشار مجرم، والمعارضة تتكوّن من عملاء ومجرمين من جميع أنحاء العالم . وهل بشّار أكثر قذارة من العرب الذين يشاركون في حرق الشعب السوري ؟ إنه قذر مثلهم ومن مصلحة الشعب السوري أن يتخلّص منه كما من مصلحة الشعوب العربية الأخرى أن تتخلّص من طغاتها القذرين الآخرين !
وأليست الأنظمة العربية المشتركة مع أمريكا وإسرائيل تسلّطية وديكتاتورية وظالمة لشعوبها كالنظام السوري؟ … نحن كشعب عربي ضد جميع الأنظمة العربية الفاسدة التسلّطية ومن ضمنها النظام السوري …بشار الأسد سفّاح ومتسلّط كبقيّة الحكام العرب، وكقادة الأحزاب المأجورة التي تقتل الشعب السوري بالتعاون مع مشيخات الخليج وأمريكا وإسرائيل . الشعوب العربية ترفض القتل والدمار، ….. وتدين بأقسى العبارات الهجوم الكيماوي ضد المدنيين السوريين أيا كان مصدره ……لأنه جريمة لا تغتفر، ولا يمكن أن تقبلها قيمنا الإنسانيّة وأخلاقنا العربية.
لكن المدهش هو إحتفال معظم الحكام العرب بالإعتداء الأمريكي . ترامب قام بالهجوم لتحقيق مكاسب سياسية بعد إخفاقه في تحقيق أي شيء منذ توليه الرئاسة . الحكّام العرب المشتركون في الحرب الدائرة في سورية هم متآمرون على الأمة العربية، وأعداء للشعب السوري، ولا علاقة لهم بالديموقراطية التي يقولون أنهم هم والمتحالفين معهم من سوريين وغيرهم يريدون تحقيقها ! من هو المغفل الذي يمكنان يصدّق أن مشايخ الخليج الفاسدين والمفسدين الذين يحكمون شعوبهم … ببطش وجهل وتخلف عقل القبيلة … يعرفون ما هي الديموقراطية ؟ إنهم من أكثر حكام العالم لصوصيّة وفسادا وظلما لشعوبهم فما هي علاقتهم بالعدالة والديموقراطية التي يريدون تحقيقها للشعب السوري ؟
النار المشتعلة في سورية لن تطفئها الصواريخ الأمريكية، بل إنها ستزيدها إشتعالا وستنقلها إلى الدول العربية التي تشارك ترامب الإحتفال بإطلاق صواريخه على سورية التي كانت وطن العرب الحنون . الشعوب العربية ضد الأسد وجرائمه، وضد المجرمين العرب الآخرين الذين يشاركونه في جرائمه. إن ما يجري في سورية هو جنون عربي سيمتد ليحرق الأيادي التي أشعلت النار … جميعها… ونأمل أن يكون الحافز الذي سيوقظ المارد العربي من سباته .
الشعب العربي يشعر بالخزي والعار من حكّامه جميعا، ويحتقرهم جميعا،ويعلم أنهم سبب مصائبه، لكن النار ما زالت تشتعل ببطىء تحت الرماد، وإن اليوم الذي سينقضّفيه المارد العربي على القاذورات التي تحكمه قادم لا محاله. نحن ضدّ ما يجري في سورية الحبيبة من قتل ودمار، وضدّمن يشارك فيه من عرب، وأمريكيين، وإسرائيليين، وروس، وايرانيين، وسنة،وشيعة، ومرتزقة عرب وأجانب .
إننا مع الشعب السوري في تقرير مصيره بحرّية وإختيار نوع الحكم الذي يريد. إن ما يجري في سورية قد يقودنا جميعا إلى التهلكة. كان الله في عون الشعوب العربية .. وفي عون الشعب السوري البطل … وأمده بالقوّة لتحرير وطنه من كل الأنذال المعتدين من عرب وغيرهم، والخزي والعار لكل من يساهم في تدمير سورية وقتل شعبها .
د. كاظم ناصر