"ما تزوقيني يا ماما".. كانت بوابتها للشهرة، غنتها في فيلم "منتهى الفرح"، كانت عاشقة للغناء والفن، الذي دخلته بـ"الصدفة البحتة" كما قالت، هي زكية فوزي محمود، التي عرفها الجمهور بـ"مها صبري"، وهو الاسم الذي اختاره لها الفنان الراحل عبدالسلام النابلسي.
ولدت مها صبري في حب باب الشعرية، بالقاهرة، اكتشفتها المنتجة ماري كويني في العام 1959، وقدمتها في أول أفلامها "أحلام البنات" 1959، ثم أخذها الموسيقار الراحل محمد فوزي، إلى أحد مخرجي الإذاعة، فقدمها في برنامج "البيانو الأبيض"، الذي كان بداية انطلاقتها الفنية.
تحدثت مها صبري في أحد لقاءاتها، عن سبب ابتعادها عن السينما كثيرا، قائلة: "بتجيلي أعمال سينمائية كتير وبرفض، وبهرب من السينما عشان المكياج، بتضايق أوي إني أحط ميكاب كل يوم".
تزوجت مها في سن صغيرة، من رجل يكبرها في السن كثيرا، ونالت الطلاق منه بعد عامين، ثم تزوجت بتاجر وطُلقت منه أيضا، حتى تزوجت في المرة الثالثة من علي شفيق، وهو أحد رجال المشير عبدالحكيم عامر، فعرض عليها الزواج مقابل اعتزال الفن فقبلت، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تم القبض على شفيق بعد "نكسة 67"، وأوقفت الإذاعة المصرية أغاني مها، فلجأت إلى كوكب الشرق أم كلثوم، لمساعدتها للعودة مرة أخرى وإذاعة أغانيها.
ابنتها فاتن عبدالفتاح، قالت في لقاء صحفي معها في العام 1988، إن والدتها دخلت في "غيبوبة كبدية"، بسبب حبها لـ"الدجل" و"الشعوذة": "حين أصيبت والدتي بقرحة في المعدة، تعرفت على إحدى جاراتها، والتي أقنعتها بقوة الدجالين في التحصين، حتى أقنعوها بتناول (الزئبق الأحمر) للتداوي من أمراضها، وهي مادة تستخدم في السحر، ما أدى إلى إصابتها بغيبوبة كبدية، حتى انتهى الأمر بوفاتها".
كانت مها صبري، بطلة للعديد من الأفلام، منها: "بين القصرين" عن رواية للكاتب الراحل نجيب محفوظ، وأفلام "لقمة العيش، حكاية غرام، إسماعيل يس في السجن، حسن وماريكا، منتهى الفرح، حكاية العمر كله، عودة الحياة، وأحلام البنات".