تفجيرات مانشستر أو جرس الإنذار: من حقنا ان نصرخ من المكم | صحيفة السفير

تفجيرات مانشستر أو جرس الإنذار: من حقنا ان نصرخ من المكم

أحد, 28/05/2017 - 17:02

عادت بي الذاكرة سنينا إلى الوراء عندما كنت طالبا على مقاعد الجامعة اجمع تبرعات للثورة الجزائرية. وكانت الثورة ملتهبة، وكان الفرنسيون يدمرون ويقتلون ويقطعون الرؤوس في الجزائر ويرصفونها على مداخل البلدات والقرى، لإرهاب السكان حتى لا يحتضنوا الثورة ويدعمونها ويكونوا حاضنتها الشعبية.
في ظل تلك الجرائم الفرنسية التي فاقت الوصف وتخطت كل حدود الإنسانية، وزادت أعداد ضحاياها على المليون شهيد، قرر الثوار أن ينقلوا المعركة إلى داخل فرنسا. وبدأت التفجيرات في الداخل الفرنسي حتى وُضعت المتفجرات في برج ايفل، وتحدث العالم كله عن ذلك. واستمرت  معركة كسر العظم  في الداخل الفرنسي إلى أن جاء ديجول واعترف بالثورة،  وفاوضها وأطلق أسراها وانسحب من الجزائر.
أجيال اليوم تعيش تدمير العراق، وتعيش ملايين القتلى وملايين الجرحى وملايين الأرامل وملاين الأيتام من الأطفال، ولم تقبل الولايات المتحدة ومن حالفها أن يتحملوا وزر هذه الجرائم ، وخاصة بعد أن تأكد كذب كل ادعاءاتهم وتبريراتهم لشن الحرب على العراق. وفوق هذا ما زلنا نعيش تدمير سوريا ونعيش تدمير اليمن ونعيش تدمير الشمال الإفريقي ونعيش تفتيت مصر والسودان. ونعيش ملايين المشردين في البر تحت الشمس وعواصف الرمال وتحت الثلج والمطر، ونعيش آلاف الغرقى أطفلا ونساء وشيوخا، يبتلعهم البحر أو جثامين على الشواطئ بعد أن تتقاذفهم الأمواج وتلقي بهم إلى اليابسة. ونعيش أيضا ما يقوله ويكرره ترامب وبصراحة الأطفال، أن كل هذا من اجل أن يستولى على النفط ويستولي على عائداته، وقد فعل.
كل هذا ولا يريدون منا أن نتأوه أو أن نقول آخ…آخ…آخ وإذا قلناها قالوا لنا انتم إرهابيون وصفق لهم عملائهم من بين صفوفنا. وفوق كل هذا فأنتم تتمتعون بالديمقراطية وتصرون على حرماننا منها، ويصر عملائكم على تكميم أفواهنا وحرماننا من حق التعبير.
أيها المتحالفون علينا: تقول البديهية العلمية إن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه. انتم الإرهابيون ونحن المقاومون، وردة الفعل ما زالت في بداية الطريق.
كثيرون من يتفهمون نقل المعركة إلى عواصم التحالف، هذا الذي يدمر ويقتل وييتم ويرمل وينهب، ثم لا يريد أن يعيش نماذج صغيرة  أو عينات من التفجيرات أو القتل أو الجرح، والتي لا يمكن أن تقارن  بحجم ما يقومون به في بلادنا.
الكثيرون يتفهمون… ويتفهمون… ردة الفعل،
  غيرهم يتبناها
 يا شعوب التحالف ويا أيها المتحالفون: خذوا قواتكم وعملائكم وارحلوا عن بلادنا، واتركونا نزاول الديمقراطية إذا أردتم  أن يعم السلام في دياركم وديارنا إن كنتم صادقين، وإلا فالحرب سجال يوم لكم ويوم عليكم ولا بد أن تعيشوا جانبا من جوانبها.

 

د. م. سفيان التل