تحاول كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة الامريكية فى هذه الايام ممارسة ما يعرف فى حقل نظريات السياسة الدولية بنظرية المباريات او استراتيجية اللعب فى العلاقات الدولية. فهناك خليط من مفاهيم نظريات السياسة الدولية تلعب دورها فى الصراع والتصعيد الدائر فى شبه الجزيرة الكورية: مثل التصعيد والتهديد والمناورات السياسية والعسكرية والدبلوماسية ودبلوماسية القارب الدبلوماسى والى اخر بقية مصطلحات نظريات السياسة الدولية. وخرجت بعض التحليلات لتصف السلوك الحالى للمواجهة الامريكية- الكورية بانها نوع من انواع المحور الاسيوى الاستراتيجى للسياسة الخارجية الامريكية فى اسيا خلال حقبة الرئيس اوباما وكذلك خلال حقبة ترامب . وهذا المحور بداءت معالمه منذ زيارة اوباما الى كل من بورما وتايلاند وكمبوديا خلال شهر نوفمبر خلال ادارة اوباما . حيث كانت تلك الزيارة فى منحى الفشل الامريكى فى منطقة جنوب بحر الصين ولم تحقق النوايا الامريكية فى انشاء حزام عسكرى ووجود امريكى عسكرى دائم لمحاصرة دول النشاط النووى هناك.
ولهذه المشاهد بين الطرفين بدايات وآثار. لقد بدأت شمال كوريا بإطلاق ثلاثة صواريخ بالستية تجريبية خلال هذا العام الامر الذى شكل المزيد من الاستفزازت من طرف كوريا الشمالية الى الغرب ومن ثم ازدادت معها حدة التصعيد المتبادل. ولقد كان للأمم المتحدة حضور فى لعبة الاستراتيجية هذه من خلال موافقتها على المزيد من العقوبات ضد كوريا الشمالية الامر الذى ادى الى المزيد من التصعيد الكورى الشمالى وإعلانها بأنها سوف تضرب ضرباتها الصاروخية الى العمق الامريكى. ولكن تهديدات الجارة الجنوبية ايضا شكلت مصدر قلق وخوف لدى الكثير من اللاعبين الاساسيين فى لعبة المباريات الاستراتيجية حيث اعلن الرئيس الكورى الشمالى الصغير فى خبراته فى حقل السياسة الدولية انه سوف فى حالة تعرض بلاده الى ضربات عسكرية من الجنوب وحلفائه سوف يستهدف القادة الكوريين الجنوبيين فى مواقعهم مباشرة. وكل هذا التصعيد مرجعه الى التجارب الصاروخية الكورية فى الشمال خلال شهر مارس الماضى لسنة 2013.
استراتيجية اللعب فى مناطق التوتر
من جانب اخر خرج اللاعبان الروسى والصينى ليشكل معا جزء من الفرق المتبارية فى لعبة الاستراتيجية الاسيوية ، والتى تتخذ من بحر الصين مسرحا لها. وهذان اللاعبان مارس دور المرشد والحكيم فى كيفية ادارة مجاريات اللعب الاستراتيجى وممارسة التهديد الناعم للجار الكورى الشمالى وان هناك خطوط حمراء لا ينبغى تجاوزها كان ذلك واضحا من خلال عدم الامتنان منهما تجاه الطلب الكورى الشمالى بضرورة الزام البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى كوريا الشمالية لمغادرة اراضيها.
وفى اثناء هذه المباريات من التهديد والتصعيد والتى لا تجد من يديرها او من يحكم زمنها وعدد عناصرها بادرت الولايات الى اجراء تمرين عسكرى مع اليابان فى بحر الصين تحت مسمى الدفاع عن النفس الامر الذى دفع كوريا الشمالية الى نصب منصات جديدة للصواريخ بعيدة المدى فى الجزر القريبة من كوريا الجنوبية وطلبت ايضا من كوريا الجنوبية بسحب كافة بوارجها من البحر الصينى الغربى. وفى اتجاه التصعيد الامريكى تم تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تحت مسمى ” مناورات النسر السريع” Foal Eagle” شارك فيها حوالى 15 الف عسكرى كورى شمالى و 4 الالاف عسكرى امريكى. واتى بعد ذلك دور اللاعبون الاعلاميون خصوصا الاعلام الغربى فى صب المزيد من الزيت على المسرح الاستراتيجى وبذلك ازداد عدد اللاعبين فى استراتجية اللعبة.
الولايات المتحدة من جهتها بادرت الى نصب المزيد من منصات الصواريخ فى ولاية الالسكا الامريكية ومنظومة ثاد في كوريا الجنوبية الامر الذ اثار حفيظة الصين، للرد عن هجمات صاروخية صادرة من كوريا الشمالية الى العمق الامريكى. وخلال العشرة ايام الاخيرة من حدة التصعيد المتبادل بين اطراف المباريات المتعددة فى البحر الصينى اطلقت الولايات المتحدة العنان الى مقاتلاتها المعروفة بالشبح وبى 2 الحاملة للرؤوس النووية بعبور اجواء كوريا الجنوبية فى مظاهر استفزازية ضد كوريا الشمالية واستعراض للقوة الامر الذى ادى بوزير الدفاع الامريكى الى الاعلان انه ” يجب اخذ تهديدات كوريا الشمالية بشكلها الجدي” وعدم التعامل معها من موقف الضعف”.
وفى تصعيد مماثل فى اطار استراتيجية اللعبة فى جنوب اسيا قطعت كوريا الشمالية كافة اتصالاتها العسكرية مع الجنوب الكورى نظرا لدخولها لحالة ” وضع الحرب” مع الجنوب وكذلك الغاء كافة الالتزامات والاتفاقيات العسكرية بين الطرفين، والتى كانت رغبة كوريا الشمالية بتوقيعها ولكن الرفض الامريكى حال دونما استكمال التوقيع عليها. فقد أعلنت كوريا الشمالية في مطلع شهر ابريل عن إلغاء جميع الاتفاقيات مع كوريا الجنوبية بشأن عدم الاعتداء ونزع السلاح النووي، كما انها خرجت من اتفاقية الهدنة التي عقدت بعد انتهاء الحرب الكورية في أعوام 1950-1953.
وهنا وجبت الاشارة الى ان اى ترجمة غير دقيقة لتصريحات اطراف استراتيجية اللعبه هذه قد يؤدى بالضرورة الى منزلق المواجهة العسكرية الفعلية كما حدث ذلك خلال الحرب الكورية فى سنة 1950 من القرن الماضى حيث راح ضحيتها حوالى 5 ملايين شخص تحت ذريعة تمرين عسكرى فى تلك المناطق الامر الذى ادى الى قيام ما يعرف اليوم بالحرب ” غير المنسية” فى الذاكرة الكورية، وفى غياب الحكمانية فى ادارة مجريات اللعب فى مباريات السياسة الدولية قد يكلف أطرافها الكثير من المآسي.
بعض مصادر التحليل السياسى تشير الى ان البلدين الشمالى والجنوبى يتعرضا ومنذ مدة طويلة الى هجمات الكترونية و”حرب السيبر” “” cyber attacks عبر القرصنة الالكترونية وتعطيل وتدمير المنظومات الالكترونية فى الدولتين والتى لم يعرف بعد مصدرها. وهذا يعتبر من احد الاسباب الجوهرية لطبيعة التصعيد والصراع الدائر حاليا فى شبة الجزيرة الكورية.
سجاد الحرب والذاكرة الكورية
من وجهة نظر كوريا الشمالية تعتبر هذه التصعيدات تأتى من جنوب كوريا على طريق من سجاد عسكرى وبدعم امريكى مباشر، ولكن هل التاريخ سوف يعيد نفسه فى شبه الجزيرة الكورية مع التذكير ان كوريا الشمالية انذاك لم تكن موجودة على الخريطة خلال حقبة الحرب الكورية؟ من المنطقى ان يخضع التحليل الى ان غزو او هجوم لابد له وان يأتى من جنوب كوريا والولايات المتحدة والذى يمثل تهديد صريح الى مواقف كوريا الشمالية، نظرا لنداءات كوريا الشمالية المتكررة بعدم ضرورة المناورات الامريكية مع كوريا الجنوبية سنويا وبدون اسباب مباشرة تدعو لها. ومن وجهة نظر كوريا الشمالية ان كل مشاهد التحركات العسكرية فى شبه الجزيرة الكورية توحى بأن هناك تدابير تجرى على الارض لهجوم عليها فى لحظة وشيكة. وهذا الاعتقاد تعززه وقائع التاريخ العسكرى الكورى من وجهة نظر كوريا الشمالية لاستراتيجية اللعب والتى تتطور وتتمظهر فى عدة سيناريوهات استراتيجية اللعبة.
الوقائع الحالية تشير الى ان مشاهد اللعبة فى شبه الجزيرة الكورية تعمل على زيادة امد اللعب والتصعيد المصاحب يشكل خطورة على اطرافها. ومشكلة الخطورة تكمن فى ان اللاعبين الاساسيين لا يعرفون بعضهم معرفة جيدة فباراك اوباما سابقا كان يمثل مرحلة انتقالية فى السياسية الخارجية الامريكية وليست له صلاحيات تعديل توازن القوى الدولى وتجربته السياسية كانت منعدمة فى التعامل مع ملفات توازن القوى الدولى وما عليه الا المحافظة عليه كما هو ، مع استمرار ترامب وسياسته علي سابقه، في حين تكون تجربة الرئيس الكورى الصغير فى السن اقل دراية فى التعامل مع نظرية المباريات واللعبة الاستراتيجية عموما. ايضا لا توجد حتى علاقات شخصية بين اللاعبين الاساسيين فى التصعيد الحالى والتى قد تعمل على الاحتماء تحت راية ممارسة القوة الناعمة بعيدا عن القوة الصلبه.
هنا نقف عند فكرة استراتيجية اللعب فى مناطق التوتر ونتساءل وبشكل متحير حول المواقف الامريكية الحالية ودورها التصعيدى غير المبرر سياسيا من منطلق النظرية الواقعية للقوة فى السياسة الدولية هل الادارة الامريكية وأجهزتها الاستخباراتية تفهم وتعي نتائج مثل هذا التصعيد المكثف فهما مسؤولا؟ لأنه في حالة استمرار وتيرة التصعيد والغير مقدرة حساباتها تقديرا مسؤلا يمكن ان تؤدى الى اخطاء فى التقديرات والنتائج من خلال الطرف الاخر المتضرر من استمرار وتيرة التصعيد والاستفزاز والتهديد والأمر هنا يكون مرشح لبداية حرب مفتوحة جزئيا او محدودة فى الاقليم او ان تجتاح مجمل دول شبة الجزيرة الكورية ودول بحر الصين.
الحكمانية فى ادارة التصعيد والصراع
هنا تتوجب الاشارة الى فترة ادارة كلينتون وحكمتها فى ادارة ملف التوتر بين الكوريتين من خلال الغاء الرئيس كلينتون العديد من المناورات العسكرية لتبديد مخاوف كوريا الشمالية منها والى الان لم تقدم ادارة اوباما الامثلة الحكمانية والتصرف بحكمة مثل اسلافه فى مثل البناء الازماتى الحالى الدائر فى شبه الجزيرة الكورية.
وفى السابع من شهر ابريل ٢٠١٦ نقلت وكالات الانباء تأجيل وزارة الدفاع الأمريكية تجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، وذلك لتجنب تصعيد الوضع في شبه الجزيرة الكورية، بحسب مصدر في البنتاغون. وكان من المتوقع أن يتم إطلاق الصاروخ الأسبوع المقبل من قاعدة جوية في ولاية كاليفورنيا، لكن وزير الدفاع تشاك هاغل رأى أن كوريا الشمالية قد تقرأ هذه الخطوة الأمريكية بشكل خاطئ، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الكورية الحالية. من جهتها، ذكرت أوساط دبلوماسية بريطانية أن بيونغ يانغ حددت اتصال الرئيس الأمريكي باراك أوباما شخصيا بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون كأحد الشروط لتحقيق استقرار الوضع الراهن. وكان الجانب الأمريكي قد أعلن سابقا أنه يأخذ تهديدات بيونغ يانغ على محمل الجد وأن القوات الأمريكية انتهت من الاستعدادات لنشر الدرع الصاروخية في جزيرة غوام الأمريكية الواقعة بغرب المحيط الهادئ، وذلك تحسبا لوقوع هجوم محتمل من جانب كوريا الشمالية. كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل أن جزءا من الجنود الأمريكيين في أوكيناوا اليابانية سينتقلون إلى جزيرة غوام. وبالرغم من كل هذا التصعيد لا يتوقع قيام حرب في شبه الجزيرة الكورية أو ان خوض الولايات المتحدة حربا ضد بيونغ يانغ.
من هذا الاطار التحليلى الاستشرافى نتساءل مرة اخرى هل السياسة الخارجية الامريكية فى منطقة التوتر الكورى من خلال استراتجية اللعب وخططها تقف على قاعدة من عدم الفهم وسؤ التقدير للنتائج او هى سياسات متعمدة لابعاد الانظار عن التعثر الامريكى فى ادارة الملف النووى الايرانى وتعثرها فى الملف السورى والافغانى والعراقي والليبي واليمني ،وعدم قدرتها على تتبع نتائج ثورات الربيع العربى وتداعياتها؟ ولكن المتتبع للسلوك الامريكى فى شبة الجزيرة الكورية قد لا يستهدف الكوريتين ولكنه سلوك موجهه الى الدب الصينى العملاق فى عالم الاقتصاد وقيادته المفاجئة مع روسيا لمارد البريكس الاقتصادى المخيف لكل الاقتصاد الرأسمالى وأزماته المالية. ومن هنا فان ملف التوتر الكورى هو مجرد عذر ممتاز وسبب وجيه نحو المزيد من التواجد العسكرى الامريكى فى شرق اسيا وفى ظل تقييد موازنة الكونجرس الامريكى للحد والمنع من نصب المزيد من الاصول العسكرية فى الاقليم الكورى واليابانى.
والتحليل هنا يشكك جدا في إمكانية توجيه بيونغ يانغ ضربة إلى الولايات المتحدة، باعتبار أن النظام فى كوريا الشمالية قد يتسم بالعدوانية ولكنه لا يمكن القول إنه يسعى إلى الانتحار. وبشكل موجز فان التصعيد الحالى بين اطراف استراتيجية اللعبة سوف يشجع الجارتين الكوريتين على عسكرة دولها ومن الممكن ان تكون اليابان لاعبا اضافيا فى المسرح الاقليمى. ايضا مثل هذا التصعيد قد يفتح المجال امام الولايات المتحدة لكى تستمر فى البناء العسكرى والتواجد الاستخباراتى قريبا من المجال الصينى الحيوى.
والرجوع الى ادبيات السياسة الدولية يقدم التحليل رأيا مفاده ان أدلة التصعيد والتوتر فى شبة الجزيرة الكورية وبناء سيناريوهات تكشف عن تبنى الاستراتيجية القديمة للسياسة الخارجية الامريكية والتى تعتمد على خلق الاعداء وهندستهم وإعدادهم لكى يكونوا اعداء للمصالح الامريكية، كما فعلت مع شافيز فى فنزويلا والقذافى فى ليبيا وصدام حسين فى العراق والآن الفرصة متاحة لهندسة عدو اخر فى كوريا الشمالية. بمعنى تهديدات دولية جديدة مصطنعة للمصالح الامريكية واجبه ومن هنا فان كيم يونغ أون قد يصلح للتهديد فى استراتيجية اللعب. وما يجرى الان من هندسة مجريات استراتيجية اللعبه فى شبه الجزيرة الكورية هو عبارة عن اعادة استعارة عقيدة ريجان وبوش نحو خلق معسكر الاعداء من اجل الادعاء بكتابة التاريخ وتحقيق المصالح العليا للولايات المتحدة.
استراتجية المحور الاسيوى
اذا استراتيجية المحور الاسيوى لادارة اوباما قد تنجح او لا تنجح فى اقناع الكونجرس بطلب المزيد من الدعم المادى لاعادة بناء الترسانه العسكرية الامريكية فى شبه الجزيرة الكورية. والادارة الامريكية ليس لها من جديد فى ادارة الصراعات والازمات الاقليمية والدولية فهى تعتمد على استعمال الاساليب والوسائل القديمة لادارة الازمات الماضية لتدير بها ازمات الحاضر. اوباما والذى قدم نفسه فى انتخابات 2008 بانه سوف يكون رجل السلام تحول الى مناصر لنصب الاسلحة النووية فى بقاع العالم واستعمال لغة التهديد والوعيد والانتقام ونسى كل وعوده نحو الحوار مع اعداء الولايات المتحدة الافتراضيين. والشواهد تؤيد استمرار النهج الذى سلكه بوش والديك تشينى وترسيخ عقيدة العمل العسكرى العدوانى وتبنيه من قبل ادارة اوباما. واليوم يستمر ترامب علي نفس خطي اوباما وبشكل تصعيدي.
خلاصة القول انه لم يعرف الى الان اغراض التصعيد الامريكى فى شبه الجزيرة الكورية بالرغم من اهمية عمليات استراتيجية اللعب فى السياسة الدولية والتى لها اهداف كثيرة فى السياسة الخارجية خصوصا عندما الرئيس اوباما اثبت فشله فى الحصول على حضور امريكى عسكرى فى الاقليم والمجال الكورى الصينى. والسيناريو الحالى فى شبه الجزيرة الكورية وبسلوكه الشامل على التهديد والاستفزاز والتصعيد والتوتر قد لا يؤدى الى سلام دائم فى الاقليم وزيادة شعبية الزعيم الكورى الشمالى وصعوبة لدى الادارة الامريكية فى الحصول على حوار مباشر مع القادة الكوريين فى الشمال كمشروطية اساسية لقيام سلام دائم فى الاقليم الكورى.
واخيرا، انه من الامل ان نرى فى القريب العاجل اى اهداف تم تحقيقها من خلال استراتيجية اللعبه التى قمنا بشرحها وتحليل ابعادها بعدما حددنا اللاعبين ودورهم ، وهل الادارة الامريكية فى نصف حكمها الثانى والاخير تستطيع ان تضيف الى سجل السلام فى الشرق الاوسط وشبه الجزيرة الكورية اى قيمة مضافة الى سجلها غير الحيادى فى تعاملها مع مناطق التوتر فى العالم، وأخيرا نذكر القارئ انه فى كل رؤية فى هذا التحليل تحمل فى ثناياها اكثر من منظور تحليلى.