موسكو تعلن أول لقاء بين ترامب وبوتين الجمعة في هامبورغ | صحيفة السفير

موسكو تعلن أول لقاء بين ترامب وبوتين الجمعة في هامبورغ

ثلاثاء, 04/07/2017 - 13:39

أعلن المستشار في الكرملين يوري اوشاكوف الثلاثاء ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب سيعقدان أول لقاء بينهما الجمعة في هامبورغ بألمانيا على هامش قمة مجموعة العشرين، كما افادت وكالات الانباء الروسية. وقال اوشاكوف ردا على سؤال حول موعد أول لقاء بين الرئيسين “هناك اتفاق على السابع″ من تموز/يوليو. وكان البيت الابيض أعلن الاسبوع الماضي عن عقد لقاء لكن بدون تحديد موعده. وقال الجنرال اتش ار ماكماستر مستشار الامن القومي حينها ان ترامب يرغب في علاقة “بناءة اكثر” مع روسيا وان احد اهداف زيارة ترامب لاوروبا هو ارساء “مقاربة مشتركة مع روسيا” و”الرد على السلوك المزعزع للاستقرار” للقوة الروسية. وكان ترامب وصف اثناء حملته الانتخابية بوتين بانه “رجل لامع ولديه الكثير من القدرات” لكن لم يسبق للرجلين ان التقيا. وفي الواقع فان العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في ادنى مستوى لها منذ ان عززت واشنطن العقوبات على موسكو لدورها في أزمة اوكرانيا. كما وقفت واشنطن ضد موسكو من خلال شنها هجوما على الجيش السوري بعد هجوم كيميائي اتهم الجيش السوري بتنفيذه في خان شيخون في نيسان/ابريل. وقطعت حينها موسكو لفترة قصيرة التنسيق العسكري مع واشنطن لتفادي الحوادث بين قوات البلدين في سوريا. واعتبر بوتين في مؤتمر صحافي اعقب بايام الواقعة ان العلاقات مع واشنطن “تدهورت” منذ تولي ترامب السلطة. كما اصطدمت وعود ترامب بتطبيع العلاقات بين البلدين باتهامات لاعضاء في حملة ترامب بصلات مع روسيا. ورغم التوتر مع روسيا فان ترامب بدا دائما متحفظا ازاء توجيه انتقادات لموسكو ولم يقبل بالخصوص استخلاصات وكالات الاستخبارات الاميركية التي تحدثت عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016. وهذا اللقاء يعد أحد الأحداث التي ينتظرها المراقبون من رئاسة ترامب، بعد أن عرض إيماءات تصالحية تجاه روسيا خلال حملته الانتخابية، ولكن اللقاء سيتم في وقت شهدت فيه العلاقات الأمريكية الروسية مزيدا من التدهور خلال الأشهر الأخيرة، وسط مزاعم حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية التي جرت عام 2016 إلى جانب الخلافات بينهما حول سورية وأوكرانيا. وقال بافل شاريكوف الباحث بمعهد الدراسات الأمريكية والكندية ومقره موسكو “هناك كثير من الخلافات بين الجانبين تحتم أن يكون جدول أعمال اللقاء بينهما مكتظا”. وأضاف شاريكوف في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إنه “في ظل الظروف السياسية السلبية بشكل عام التي تحيط بالعلاقات الروسية الأمريكية، فإنه من غير المرجح إلى حد كبير التوصل إلى اتفاق حول أية قضية، واعتقد أن بدء حوار بين الجانبين هو أكثر نتيجة متوقعة من اللقاء”. وكان المراقبون في مجال السياسة الخارجية قد تكهنوا بإمكانية حدوث تحول في مسار العلاقات الأمريكية الروسية في ظل حكم ترامب، الذي أعرب خلال حملته الانتخابية عن احترامه الشخصي لبوتين كزعيم، وتعهد بإعادة بناء العلاقات الثنائية التي تدهورت بسبب النزاعات الجيوبوليتيكية خلال الأعوام الأخيرة، وكان بوتين من بين أول زعماء العالم الذين قدموا التهنئة لترامب على فوزه في انتخابات الرئاسة في تشرين ثان/نوفمبر الماضي. غير أن موجة التفاؤل بحدوث وفاق بين الجانبين تبددت بسبب المزاعم بارتكاب قراصنة الإنترنت الروس هجمات إليكترونية، بغرض التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح ترامب، مما خلق بيئة سياسية أصبح من المتعذر على ترامب في ظلها أن يتقارب مع بوتين، وهي بيئة أضافت بعدا سلبيا جديدا إلى العلاقات المتوترة بالفعل بين واشنطن وموسكو. كما يركز التحقيق الجاري حول التدخل الروسي في الانتخابات على إمكانية حدوث تواطؤ بين فريق حملة ترامب الانتخابية وبين المسؤولين الروس. وانتقد ترامب بقوة هذه المزاعم الأسبوع الماضي، قائلا إن الرئيس السابق باراك أوباما كان على علم منذ عدة أشهر باحتمال أن يحاول قراصنة الإنترنت الروس التأثير على الانتخابات، غير أنه لم يفعل شيئا إزاء ذلك لأنه كان “لا يريد إثارة أي قلق”. وقال ترامب في تغريده له على موقعه بتويتر إن “السبب في عدم اتخاذ أوباما أي إجراء حيال روسيا بعد أن أخبرته المخابرات المركزية بالتدخل الإليكتروني يرجع إلى أنه كان يتوقع فوز كلينتون”. وفي هذا الصدد قال نبي عبد اللطيف الخبير الروسي في الشؤون السياسية والأمنية لوكالة االأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية “أصبح أحد الأوراق البارزة في السياسات الداخلية التي يلعب بها منتقدو ترامب الذين يسعون إلى تقويض شرعية رئاسته”. وأضاف عبد اللطيف الذي يعمل مديرا مشاركا لروسيا في “مجموعة مراقبة المخاطر” الاستشارية العالمية للشؤون الأمنية والاستراتيجية إن “الرئيس الأمريكي أمامه مجال محدود للغاية لكي ينتهج سياسة لا تتسم بالمواجهة إزاء روسيا، غير أنه جدير بالملاحظة أن ترامب لا يزال على مستوى التصريحات على الأقل يتجنب مهاجمة روسيا وبوتين على المستوى الشخصي، برغم حقيقة أن بعض أعضاء إدارته يفعلون ذلك”. وكانت روسيا قد ألغت الشهر الماضي جلسة مباحثات مزمعة على مستوى كبار المسؤولين بالخارجية بالبلدين كانت ستعقد بمدينة سان بطرسبرج، وذلك احتجاجا على الخطوة الأمريكية بمد العقوبات المفروضة على موسكو منذ ثلاثة أعوام ردا على ضم روسيا أجزاء من دولة أوكرانيا المجاورة. وتوعدت وزارة الخارجية الروسية باتخاذ “إجراءات مضادة”، بينما ردت وزارة الخارجية الأمريكية بأن “هذه العقوبات لم تأت من فراغ”. وهذه المشاحنة كانت الأخيرة في سلسلة من الأحداث التي جمدت أية فرصة قد تتاح لترامب لأن يفتح صفحة جديدة مع روسيا بعد سنوات من العلاقات المتدهورة في ظل إدارة أوباما. كما حدثت مشاحنات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سورية، حيث هددت موسكو بإسقاط الطائرات الأمريكية والتابعة للتحالف بعد أن أسقطت المقاتلات الأمريكية طائرة حربية سورية، كما تلقت روسيا انتقادات حادة من إدارة ترامب لمساندتها النظام السوري، بينما تساند واشنطن قوات معارضة للنظام وقوات معادية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ومن ناحية أخرى اعتبرت موسكو قرار ترامب بتوجيه ضربة صاروخية لمطار سوري في نيسان/أبريل الماضي عملا استفزازيا. وأصبحت التوقعات محدودة بشأن لقاء ترامب مع بوتين خلال قمة العشرين التي ستعقد خلال يومى 8 و9 تموز/يوليو الحالي، وذلك بسبب حجم الخلافات بين القوتين العظميين. بينما قال عبد للطيف إنه لا يتوقع إحراز أي “تقدم أو كسر للجمود من هذا اللقاء إن حدث، غير أنه “سيمثل الخطوة الأولى صوب الاتجاه الصحيح”. وأضاف إنه “من المرجح إلى حد كبير أن يغلب عليه الطابع البروتوكولي حيث سيتناول خلاله الزعيمان جدول الأعمال المعتاد الذي يركز تقليديا على الأمن العالمي، غير أنه سيتناول مسألة التجارة والأعمال بشكل عابر، ولا نتوقع حدوث أية التزامات أو طلب لالتزامات”.

 

اف ب