إستخدم الفلسطينيون المقدسيون و من معه من فلسطينيي الداخل أو الخط الأخضر (فلسطين التاريخية) وسائل التواصل الإجتماعي أو الإعلام الجديد ببراعة جعلتهم ينتصرون على “إسرائيل” أخلاقياًّ لأنهم فضحوا رعونة و همجية دولة الإحتلال الصهيوني أمام العالم. مشاهد فيديو أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي هزمت جنود “إسرائيل” المدججين بالسلاح رغم قضِّ “إسرائيل و قضيضها.
إنتفاضة القدس بدأت بقوة و بهزيمة “إسرائيل” ثقافياًّ و أخلاقياًّ. تصريح ما يسمى أو لا يسمى برئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) بتجميد (و ليس إنهاء) الإتصالات كافةً مع دولة الإحتلال على جميع المستويات و دون الإشارة إسمياًّ إلى وقف التنسيق الأمني مع “إسرائيل” تصريح ملغم. إضافة إلى كونه جاء متأخراً. من ناحية ظاهرية يتظاهر التصريح بالتضامن مع المقدسيين و شهدائها و جرحاهم رغم أنه لم يتأخر لحظة في الإبراق لرئيس الحكومة الصهيوني (نتنياهو) للإعراب عن أسفه عن مقتل الصهاينة الثلاثة في بداية إنتفاضة القدس. من ناحية ثانية يحاول إمتصاص غضب المقدسيين أملاً منه في أنْ يكف المقدسيون عن إلحاق المزيد من الهزائم العسكرية و الأخلاقية بجنود دولة الإحتلال.
أحد المقدسيين الأشاوس لم يعبأ بتصريح (عباس) و لم ينطلِ عليه مثل هذا النفاق فأجهز على ثلاثة مستوطنين. لم يجرؤ هذه المرة (عباس) أن يبرق (لنتنياهو) معتذراً عن قتل الصهاينة. القانون الدولي لا يعترف بالمستوطنات و يعدها غير شرعية و بالتالي فإن المستوطنين غير شرعيين و مغتصبين.
أ.د. علي الهيل
أستاذ جامعي و كاتب قطري