قد لا تكون آخر خرجة شعبية للرئيس محمد ولد عبد العزيز ضمن حملة التعبئة للتصويت على التعديلات الدستورية، مجرد مناسبة عادية لاستعراض الحشود وإظهار قدرة النظام على جلب آلاف المواطنين في اكبر تظاهرة سياسية تعرفها العاصمة وربما الاكبر في تاريخ البلد، بل إنها ستكون بمثابة "المنعرج" لتوجه جديد قد يقلب المعادلة السياسية رأسا على عقب.
فالرئيس محمد ولد عبد العزيز سيكون اليوم صريحاً ليس في كشف "المستور" والزج بالخصوم في دائرة الاتهام بالعمالة ومحاولة زعزعت أمن البلد واستقراره، بقدرما هو مطالب اكثر من أي وقت مضى بتحديد مستقبله السياسي، وهي اللحظة التي ينتظرها الجميع والخطوة المفصلية التي سيكون لها مابعدها، بكل تأكيد.
إما البقاء أو خلط الأوراق وهي قرارات ستجعل الرجل في وضع لا يحسد عليه.. فليس من الوارد أن يخذل الرئيس أطرا ووجهاء وشخصيات ذات وزن سياسي واجتماعي معتبر ، حملوا على عواتقهم تسويق مأمورية ثالثة دون خجل، ولن يكون بتلك الدرجة من المجازفة للاعلان صراحة عن استمراره في الحكم رغم انف الدستور "المعدل" ورغم كل تبعات ذلك القرار الجرئ، داخلياً وخارجيا.
تعيش بلادنا اليوم على وقع ارهاصات تحول عميق، سترسم ملامحه انطلاقاً من ساحة المطار القديم وسيكون ذاك المهرجان -دون شك- بمثابة "المنعرج" في تاريخ موريتانيا ما بعد الجمهورية الثالثة.