الواقع السياسي في موريتاني ومشاكل الشباب | صحيفة السفير

الواقع السياسي في موريتاني ومشاكل الشباب

اثنين, 07/08/2017 - 12:48

تعيش الساحة السياسة في موريتانيا منذ فترة إحتقانا سياسيا خطير بعد إعتزام النظام الموريتاني تعديل الدستور الذي سينتج عنه حل غرفة مجلس الشيوخ وهو مالم يعجب الشيوخ والمعارضة المقاطعة للحوار وللتعديلات الدستورية. 
ومن اجل معرفة مايدور من أحداث الآن لابد أن نرجع إلى الوراء قليلا ،وبالتحديد كيف وصل هذا النظام إلى الحكم وهو عن طريق حركة تصحيحة قام بها بعض الضباط من الجيش الموريتاني ضد نظام سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي يعتبر أول رئيس موريتاني مدني وبعد هذه الحركة التصحيحية كما يعتبرها البعض بينما البعض الآخر يعتبرها إنقلاب قرر رئيس هذه الحركة الإنخراط في العمل السياسي وفسخ البزة العسكرية والدخول في انتخابات لرئاسة الموريتانية سنة 2009 لن نتطرق لجميع حيثياتها نجح فيها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز بنسبة 52.58 % من الأصوات تلاه مسعود ولد بلخير بنسبة 16.29% ثم أحمد ولد داداه بنحو 13.66% شاركت فيها جميع الأحزاب وبشهادة المراقبين والجميع كانت شفافة ونزيهة.
وبعد إنتهاء مأموريته ترشح للمرة الثانية التي يضمن له الدستور ليحصد أكثر من 80 في المئة من الأصوات، حسب ما أعلن رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عبدالله ولد سويد أحمد واحتل ولد عبد العزيز المرتبة الأولى أمام بيرام ولد داه ولد عبيد الذي حصد 8.67 في المئة من الأصوات بفارق كبير بسبب مقاطعة أحزاب مهم في الميدان السياسي في موريتانيا ومن هنا بدأت الأزمة في موريتانيا ومنذ إنتخابات 2014 نحن نعيش تأثيراتها. 
وها نحن اليوم وبعد 8 سنوات من حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز لموريتانيا عصفت بموريتانيا عواصف كثيرة من اخطرها الربيع العربي الذي عصف بجميع الدول العربية ودمرها ونجت منه موريتانيا رغم محاولات عديدة من المعارضة الموريتانية المقاطعة للإنتخابات ركوب موجته إلى أنها لم تنجح .
وها نحن اليوم وبعد 9سنوات من حكم النظام رئيس محمد ولد عبد العزيز أمام إحتقان سياسي آخر خطير على مستقبل موريتانيا هو الإستفتاء الدستوري الذي تراه المعارضة المقاطعة إنما هو من اجل زيادة المأموريات للرئيس رغم نفي الأخير لذالك بينما يراه النظام والأغلبية إرساء جمهورية ثالثة (موريتانيا الجديد) كما يصفها أنصار النظام.
وبعد التصعيد من طرف الشيوخ ورفضهم للتعديلات الدستورية التي تؤدي إلى حل مجلسهم بدأ التصعيد من الدولة وقرر الرئيس محمد ولد عبد العزيز اللجوء إلى المادة 38 من أجل تمرير التعديلات الدستورية.
ومنذ ذالك الحين ونحن لازلنا في أتون ذالك الصراع بين الشيوخ والمعارضة المعتصمة هذه اللحظات في مقرها والمعارضة المقاطعة للتعديلات والنظام من جهة أخري.
ولابد أن نعرج قليلا هنا على التسريبات التي سربت من هاتف الشيخ محمد ولد غده من طرف جهات في النظام مما أدي بالوضع إلى الإحتقان بين الشيخ ولد غده والرئيس محمد ولد عبد العزيز ونظامه الذي هدد أيضا في خطابه بمهرجان حملته الإختتامية الذي أكد بأنه سينشر ملفات خطيرة عن الذين يهددون البلد كما وصفهم وبدأت التسريبات من هنا وهناك وخرج ولد غده مرتين في بعض القنواة يحذر من نشر ملفات خطيرة ليطل علينا اليوم بنشر معلومات خطيرة حول رصاصة " أطويل" التي تعرض لها الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل سنوات لتضيع هيبة الدولة أمام مهاترات وتسريبات هنا وهناك. 
ومن أجل فهم موضوع التعديلات لابد أن ننظر إلى الموضوع من منظورين:

حجة الرئيس ولد عبد العزيز ونظامه حول التعديلات الدستورية :
يري أنصار هذا القرار إلى أن التعديلات الدستورية مهم جدا من أجل سير بعجلة النماء إلى الأمام وإلغاء مجلس الشيوخ وإنشاء مجالس جهوية تكون مهمتها الأساسية اعداد وتنفيذ الخطط والبرامج التنموية في الولايات والجهات التي تنتمي إليها هذه المجالس وتكريم شهداء موريتانيا عن طريق خطين أحمرين في العلم وإلغاء المجلس الدستوري وكذالك القيام بتعديلات في النشيد الوطني مما يأسس لموريتانيا جديدة.

حجة الشيوخ والمعارضة المقاطعة:
الغرض الأول والأخير لهذا النظام من اجل هذه التعديلات هو التمهيد من أجل مأمورية ثالثة لنفسه حسب تعبيرهم .

وبعد أن تناولنا تاريخ ونشأة هذا النظام والطريقة التي وصل بها إلى الحكم سنستعرض ماتحقق في عهده من إنجازات بشكل موجز:

حسب مانراه من أرقام يومية من طرف الحكومة والمسؤولين فإن إقتصاد موريتانيا في نمو مستمر والبني التحتية للبلد في تطور وتقدم العمل في العديد من المشاريع وبناء اكبر مطار في موريتانيا وإنشاء منطق حرة كما تجاوزت عتبة البطالة في عهده 31%.
كما يحسب له إنشاء جيش قوي إلى جانب قوات أمنية قوية استطاعت أن تحمي الحدود وتسهر على حماية المواطن .

وبعد ذكر تاريخ ونشأة هذا النظام وماتحقق من إنجازات لابأس بها في عهده سأنتقل إلى مايهمني كشاب مستقل عن أي حزب سياسي أو إديولوجيا بل حزبي الوحيد وإديولوجيتي التي أنتمي إليها هي الوطن.
والسؤال الذي سأطرحه ماذا حقق لنا هذا النظام كشباب وكعنصر مهم في بناء الدول ومستقبلها وسأناقش ذالك من جانبين البطالة والمجلس الأعلى للشباب.

*البطالة:
النظام الموريتاني يقول بأنه قضى على البطالة وأوصلها عتبة الثلاثين في المئة وذالك حقيقة وللأمانة ما لا أراه من وجهة نظري الشخصية فأنا ومعظم الشباب الذين تخرجوا معي من أول دفعة في الإقتصاد للنظام LMD وحتى كتابة هذه الأسطر لم يوفقوا في الولوج إلى الوظيفة العمومية فهناك عدم تكافئ الفرص وضعف في التكوين التعليمي والمهني...
ورغم الكم الهائل من المسابقات التي شاركنا فيها والعدد الهائل من المشاركين فيها الذي يعد بالآلاف ممايدل على أن البطالة أكثر بكثير من النسبة التي تقدم الحكومة حسبما ماهو واضح .

*المجلس الأعلى للشباب الذي عندما أنشأه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ظننا لوهلة أنه سيكون الفرج لمشاكل الشباب وللمشكل الأكبر"البطالة" إذا بجلسته الأولى حول مشاكل"التدخين" ههههه!
إذن أيادي "خفية" أختطفت المجلس وأصبحت تحركه لمصالحها الخاصة وأصبح خاص بالشباب الموالي للنظام فقط!
فلماذا هذه الإقصائية ولماذا هذا التحامل على الشباب المعارض أليسوا من هذا البلد وهذا وطنهم ويستحقون أن يكونوا جزء من مؤسساته .
حقيقة المجلس الاعلي لشباب يجب ان يدمج فيه جميع الشباب من مولات ومعارضة ولايتحكم فيه أحد وأن ينحل هذا المجلس ويأتي مجلس يضم فيه جميع اطياف الشعب الموريتاني .
وفي الختام أتمنى توفيق الجميع من موالات ومعارضة ومستقلين وكل الشعب الموريتاني قبل أن يكون تحت أية يافطة سياسية فهذا الوطن غالي جدا علينا ولانريد الرحيل أو الهجرة عنه بل نريد أن يزدهر ويتطور وأن تسير عجلته إلى الأمام وأن نساعد نحن الشباب في ذالك دون أن نكون فتيلا للبعض من أجل أجندات أجنبية أو داخلية تقضي على السكينة والعافية والطمأنينة لهذا الشعب المسالم الطيب .

 

بقلم الكاتب الصحفي :احمدسالم ولد هيب

[email protected]