عبرات.. | صحيفة السفير

عبرات..

جمعة, 18/08/2017 - 14:32
محمد العتيق

عندما تهم بالكتابة عن الوطن يغريك  أن تكتب عن ما يفرح القلب ويشرح الصدر  مما يفتخر به من إنجازات على صعيد العمران والاجتماع  و بالذات ان كنت   مغتربا   في ظل  الأسئلة التقليدية التي على لسان كل من تلقاه  من زملاء العمل أو غيرهم.

موريتانيا !!!!!

اين تقع ؟ و بم تمتاز؟

لكن هيهات إلا أن تكون من زمرة المنافقين الذين اعتادوا أن يزوروا الحقائق في عيونهم و عيون غيرهم فأولئك يجدون سهولة في تضعيف الموجود الواحد اليتيم، يجعلون المطار مطارات و الجامعة جامعات  و سهل عليهم  مدح الحاكم الذي يسبحون بحمده و يقدسون بأنه حول البلد إلى جنة غناء لا يظمأ فيها المواطن ولا يضحى

للأسف لا تجد شيئا يستحق الإطراء و الثناء فكل شيء في الوطن  يغرد خارج سرب  التطور والاعمار  ويرجع منذ عقود  لحنه النشاز لحن الفساد و الإفساد فقد ابتلي بأن  لا يتولى أمره غير  العسكريين الذين لا يوالون غير جيوبهم التي لا تمتلأ وبطونهم التي لا تشبع. فقد سرقوا الوطن من شبابه وتنقلوا به في مدارج السوء و مدارك الضياع والنسيان حتى غدا لا يذكر بشيء سوى الانقلابات العسكرية التي صارت علامته المميزة بعد أن كان ملء السمع والبصر في محيطه الإقليمي على الأقل .

إن من أسباب استفحال الفساد أن   في المجتمع أقواما من الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه يشترون بآيات الله ثمنا بخسا دراهم معدودة ؛ تراهم يقبلون على الصلاة و يقرؤون في كتاب الله انها تنهى عن الفحشاء و المنكر، أليس قول الزور والكذب  وأكل المال العام بالباطل من الفحشاء و المنكر  إن  من فحش القول والكذب الفج وصف النظام الحاكم بالمصلح  و قائد مسيرة التطور والبناء أين الإصلاح من  تبديد خيرات البلد في تغيير العلم مثلا بدل الالتفات إلى إصلاح  الطرق التي تسببت في إزهاق أرواح كثيرة من المواطنين .

إن دوام الاطراء يورث الفخر والغرور و هذا ما يفعله هؤلاء المنافقون بكل من يسطو على الحكم و يجلس على كرسي السلطة حتى  يتوهم صدق ما ينثر عليه من ألقاب المجد و العزة فيغتر وتسول له نفسه انه حامي عرى الدين والدنيا حتى يصبح من الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فتقعد به همته إن كانت له همة اصلا عن البناء  والإصلاح.

اننا لن نتقدم خطوة نحو البناء والتطور ما لم نقض اولا على داء النفاق والتطبيل للحاكم  و غياب الشفافية  . و ذلك لن يحدث إلا من خلال إصلاح شامل للتعليم بشقيه الديني  والنظامي

- الديني من خلال التركيز على جوهر العبادات والأوامر الإلهية لكي يترسخ في ذهن المواطن ان الدين كل متكامل لا يتجزأ لايستقيم مطلقا أن تكون مؤمنا ناطقا بسلوكيات منافق  

- و النظامي من خلال تدريس التربية المدنية بشكل إلزامي و تربية النشء على أن الوطن قبل كل شيء و أن المواطنة تعني القيام بالواجبات قبل المطالبة بالحقوق و ايضا تربيته  على أهمية التحصيل العلمي و انه هو المضمار الوحيد للمنافسة و فيه فليتنافس المتنافسون لا أشياء أخرى يطمح إليها كل من يسعى للمناصب الإدارية .