لم يشغل الشيخ حمد بن خليفة -أمير قطر السابق ظاهرا والحاكم الفعلي باطناً- شيئاً كتجميع وتركيب ما يراها آليات تلبي رغباته في تضخيم دولة قطر؛ فكان كمدرب لبناء الأجسام يفكر في نفخ العضلات غير آبه بالعواقب الصحية لذلك.
الطموح للعب الدور الأكبر من حجمه منحه الاستعداد للتحالف حتى مع الشيطان، وبالفعل تحالف مع قوى شيطانية بلغت 3 قوى أساسية وفق حصيلة مرشحة للارتفاع بلغة الإعلام.
قد يتساءل البعض ما بواعث هذا الطموح الأميري البعيد كليا عن العقلانية؟! والجواب أن الذي يبدو في ظاهره طموحاً ليس سوى هواجس مفزعة متداخلة، عديدة أسبابها، ولعل من أهمها الطريقة التي وصل بها لكرسي الحكم، حيث عزل والده بانقلاب لم يجد قبول محيطه الداخلي والإقليمي؛ ما جعله يعيش في هستيريا من الخوف الدائم، هذا الخوف جعله يحتمي بقاعدة عسكرية أمريكية ويصنع إمبراطورية إعلامية لاستعطاف الشعوب العربية، ويتحالف مع تنظيم الإخوان، ويتقرب من نظام الولي الفقيه والكيان الصهيوني.
وكان منطقياً أن تكون أولى ثمرات التحالف القطري مع هذه الكيانات جعل نظام الدوحة يناصب العداء للمملكة العربية السعودية، التي كان الشيخ حمد يتوهم أنها تشكل خطراً عليه؛ ويمكنها إزاحته من كرسي الحكم.
ذاك الهاجس هو ما كان يؤرق الشيخ حمد؛ ولكنه -كعادته- لم يلقَّ للعواقب بالاً، ففي الوقت الذي اطمأن بأنه "أمن" نفسه واستقر على كرسيه كان يتنازل عن أوراقه الواحدة تلو الأخرى مثل لاعب مخمور، حتى ارتهن قطر لكيانات ثلاثة أصبحت مع الوقت تتحكم في النظام القطري.
أجبر نظام الولي الفقيه الشيخ حمد على مناصبة العداء للمملكة العربية السعودية، وأجبره تنظيم الإخوان على معاداة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأجبره الصهاينة على معاداة جمهورية مصر العربية.
أجبر نظام الولي الفقيه الشيخ حمد على مناصبة العداء للمملكة العربية السعودية، وأجبره تنظيم الإخوان على معاداة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأجبره الصهاينة على معاداة جمهورية مصر العربية، وتقاسمت هذه القوى النفوذ في مفاصل الدولة القطرية
تقاسمت هذه القوى النفوذ في مفاصل الدولة القطرية، فتحكم نظام الولي الفقيه في الاقتصاد، وتحكم الكيان الصهيوني في الدبلوماسية عن طريق مستشاريهم، أما الإخوان فتحكموا في الإعلام.
السيطرة المحكمة للقوى الشيطانية على القرار القطري تفسر للمراقب أزمة قطر مع أشقائها العرب، خصوصا أحداث الأيام الأخيرة، بعد اتصال أمير قطر تميم بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فهي تفسر تعثر أي جهود للحل؛ حيث مارست هذه القوى الثلاث ضغوطها على الأمير تميم لعدم الإمساك بأي خيط قد يوصل لحل ينهي هذه الأزمة؛ وكان تنظيم الإخوان أشد هذه الكيانات ضغطا على الأمير تميم.
من الواضح أن تنظيم الإخوان لا يمثل شيئاً دون قطر، وفي حال عودة المياه لمجاريها بين قطر والدول المقاطعة سيكون ذلك نهاية هذا التنظيم، لذلك من الطبيعي أن يبذل كل طاقته؛ ويسخر جميع وسائله الظاهرة والباطنة من أجل أن تظل قطر بعيدة عن أشقائها العرب، خصوصا دولة الإمارات التي يشترط معاداتها على النظام القطري.
وبما أن الإعلام هو حظ تنظيم الإخوان من الكعكة القطرية.. فلم يدخر جهداً في الهجوم على دولة الإمارات وتشويه رموزها، واتهامها بالوقوف وراء جميع مصائب هذه الأمة الدنيوية والأخروية، حتى أزكم أنوف مشاهديه من رائحة الكذب البواح على دولة الإمارات، لكن ما لا يعلمه من يدير دفة الإعلام القطري أن المشاهد العادي ورجل الشارع العربي يعلم أن ذلك بضغط من تنظيم الإخوان، الذي وأدت الإمارات العربية المتحدة حلمه في الإمساك بدفة الحكم في الدول العربية؛ ذلك الهدف الشيطاني الذي كلَّف الكثير من أموال الشعب القطري، وأزهقت لأجله آلاف الأرواح البريئة؛ ونسفت كيانات دولية، وعمَّ الخراب والفوضى الخارطة العربية بلا استثناء.