هو موقف لرجل واحد، ولكنه جسّد إرادة الامة جميعاً..
هو “الضمير”، هو “صوت الامة” هو منبه العالم اجمع إلى خطيئته الاصلية ممثلة في موافقته على زرع المشروع الاستعماري ـ الاستيطاني اسرائيل. بالقوة على حساب حق شعب فلسطين في أرضه، وحقوق الامة العربية بالتحرر وتقرير مصيرها بإرادتها.
أما الرجل فاسمه: مرزوق علي الغانم ـ العربي من الكويت،
وأما موقعه: فهو رئيس مجلس الامة (البرلمان) في الكويت..
وأما المناسبة فهي انعقاد الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في مؤتمرها الـ 137 الذي انعقد في مدينة سان بطرسبرغ (ليننغراد سابقا) في روسيا، يوم الاربعاء الماضي..
اما كلمة الحق المدوية، اما الموقف المشرف الذي غاب عن حياتنا السياسية، وبالذات عن المؤتمرات الدولية منذ زمن بعيد، فهو ذاك المتمثل بمواجهة العدو الاسرائيلي في الاتحاد البرلماني الدولي والمطالبة بطرد اسرائيل منه، وصراخه بالمندوب الاسرائيلي: أن كان عندك ذرة كرامة اخرج من هنا!
ولقد تلقى المؤتمرون صرخة الضمير بالتصفيق المدوي، وهتف بعضهم لفلسطين، مما اضطر المندوب الاسرائيلي بأن يخرج مدحوراً، بينما المؤتمرون يواصلون التصفيق ويهتفون بالحرية لفلسطين..
وكان بين ما قاله مرزوق علي الغانم:
اذا ما ذكرت كلمة “احتلال” فإنما تعني اولاً واساساً: إسرائيل.. واذا ما ذُكر الغاء الاخر من جذوره فذلك يعني إسرائيل.. وإذا ما تم الحديث عن العنصرية كنا نعني اسرائيل. كيف، اذن، نمارس مهمتنا حتى لا نكون شهود زور؟!
وختم الغانم بالمطالبة بأن يكون للاتحاد سلطة تنفيذية، وبأن يقف بقوة ضد الاستيطان والقتل والاغتصاب ومنع شعب آخر من ممارسة حياته في ظل العدل والكرامة..
واجبة التحية مع التقدير للموقف القومي والانساني الشجاع الذي اتخذه هذا الرجل الباسل بقوة الحق: مرزوق علي الغانم.
بمثل هذا الرجل نبني الغد الأفضل..