جميل أن يضع الإنسان هدفا في حياته ...والأجمل أن يثمر هذا الهدف طموحا .. أما الرائع فهو أن يصبح الطموح واقعا على الأرض.. هي قصة كاميروني بدأ في بلاد شنقيط معلم لغة فرنسية بنظام الساعة ليتحول إلى عملاق يمتلك ويدير مملكة تعليمية وصل صيتها كل الآفاق...
"لوبي" الكاميروني الذي خبرت أخلاقه وكفاءته عن قرب حين سلمته ابني الأصغر وهو يخطو أول خطوة على طريق التعليم الابتدائي، ليسيطر على المركز الأول في المدرسة التي انتقل إليها لاحقا بفارق مريح عن الثاني، "لوبي" الكاميروني الذي تجاوزت نسبة الناجحين في مسابقة البكالوريا من مدارسه التسعين بالمائة يتعرض منذ فترة لحملة إعلامية مركزة، دفعني الفضول الصحفي إلى البحث عن أسبابها ومن وراءها...
لقد توصلت بعد عناء وبحث إلى أن الرجل يدفع إضافة إلى ضرائب ظالمة ضريبة أخرى هي ضريبة النجاح... لكن المؤسف والمخجل حقا هو أن يكون مربون للأجيال ورجال علم وراء تلك الحملة المغرضة...
إنهم ملاك مدارس خصوصية أزعجهم نجاح الرجل وأحرجتهم ثقة الأهالي بمدارسه على حساب مدارسهم، فنسجوا حوله الأكاذيب واتهموه حتى في أخلاقه وعرضه، غير مدركين أنهم بهذا يوقعون على قرار بإعدام شرف أشرف مهنة على وجه الأرض...
جانب آخر من فصول نزول بعض ملاك المدارس الخصوصية إلى قاع المستنقع النتن يتمثل في التركيز على كذبة افتتاح الرجل لحانة تبيع الخمور، بينما يقتصر الأمر كله على مقهى ومطعم أكثر من يرتادهما هم المثقفون وأصحاب الرأي من مختلف التيارات الفكرية والعقدية...
لقد هالني حجم تلك الحملة المغرضة ضد رجل كنت أتمنى لو أن وزارة التعليم كرمته تقديرا لجهوده الجبارة في الرفع من مستوى التعليم في البلد بعد أن كاد أن يصل مرحلة الانحطاط الحقيقي، ولذلك وجدتني مرغما على الإدلاء بشهادتي للتاريخ...