نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة، تقريرا بعنوان "هذا وطننا: الأقليات عديمة الجنسية والبحث عن المواطنة"، يسلط الضوء على معاناة أكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم يعيشون بلا جنسية، غالبيتهم من الأقليات.
وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز إن من المعروف أن 3.2 مليون شخص يعيشون بلا جنسية في 75 دولة وهو العدد الذي سجلته أو أحصته حكومات تلك الدول. لكنه أوضح أن التقديرات تشير إلى أن العدد الإجمالي هو عشرة ملايين بينهم نسبة كبيرة في دول مثل إندونيسيا وساحل العاج ولبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وحذر التقرير من "أن التمييز والتهميش والاضطهاد عوامل ترسم واقعاً قاسياً بالنسبة للعديد من الأقليات عديمة الجنسية حول العالم، داعيا إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان وجود حقوق متساوية في الجنسية للجميع.
وأشارت المفوضية إلى أن أكثر من 75 % من السكان عديمي الجنسية ينتمون إلى الأقليات، ويعانون من وضع يحرمهم من الهوية والحقوق وفرص العمل في أغلب الأحيان.
ودعت المفوضية الحكومات إلى الكف عن الممارسات التي تنطوي على تمييز خلال فترة أقصاها عام 2024.
الاختلاف في التاريخ واللغة والدين تشكل السبب الأول لانعدام الجنسية
ويبين التقرير أنه بالنسبة لكثير من الأقليات، يكمن سبب انعدام الجنسية في الاختلاف بحد ذاته: في التاريخ والمظهر واللغة والدين. وفي الوقت نفسه، غالباً ما يؤدي انعدام الجنسية إلى تفاقم التهميش الذي تواجهه الأقليات، مما يؤثر بشكل عميق على جميع جوانب حياتها، من حرية التنقل إلى فرص التنمية، ومن الحصول على الخدمات إلى الحق في التصويت.
وقالت كارول باتشلور مديرة قسم الحماية الدولية بالمفوضية في إفادة صحفية "إذا كنت تعيش في هذا العالم بلا جنسية فأنت بلا هوية وبلا توثيق وبلا حقوق أو استحقاقات نعتبرها أمورا مسلما بها... كالحصول على وظيفة وتلقي تعليم وأنت تعلم أن ابنك ينتمي إلى مكان ما".
أكراد سوريا وغجر مقدونيا وبيميا في كينيا نماذج من الأقليات عديمي الجنسية
وقالت المفوضية إن الدول يجب أن تعطي جنسيتها لمن ولدوا على أراضيها إذا كانوا سيصبحون بلا جنسية وأن تسهل كذلك تطبيع وضع السكان عديمي الجنسية.
وقال التقرير إن هناك أقليات أخرى بلا جنسية من ضمنها أقليات عاشت لأجيال في وطنها الأم، مثل الكثير من أكراد سوريا وأقلية الروما (الغجر) في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة وأقلية بيمبا في كينيا.
الروهينغا أكبر أقلية بلا جنسية في العالم
وقالت المفوضية إن أقلية الروهينغا المسلمة في دولة بورما ذات الغالبية البوذية تشكل أكبر أقلية بلا جنسية في العالم.
يذكر أن بورما ترفض منح بطاقات ثبوتية لمسلمي الروهينغا، إلا للذين وافقوا على أن يتم تعريفهم "كبنغاليين"، وهو اسم يشير إلى أنهم أجانب.
ومنذ بداية الأزمة في ولاية راخين في آب/أغسطس، فر أكثر من 600 ألف من مسلمي الروهينغا من بورما إلى بنغلادش بغية الاحتماء، وتعتبر الأمم المتحدة أنهم تعرضوا لتطهير عرقي وهي تتهم بورما بالتسبب بأكبر موجة نزوح للاجئين في آسيا منذ عقود. وتنفي بورما نفيا قاطعا الاتهامات الموجهة إليها "بالتطهير العرقي"، وقد دافعت عن الحملة العسكرية التي تشنها بوصفها ردا مشروعا على الهجمات التي شنها متمردو الروهينغا في 25 آب/أغسطس الماضي.