وقفت على شاطئ النيل ومررت بالكنانة وتذكرت رسالة الفاروق ووصية الاقباط وحمحمة خيول الفتح وخيول صلاح الدين وجند الاكراد معه وشجاعة علماء لايخشون الا الله مثل العز بن عبد السلام.
تذكرت وأنى لي أن أنسى كيف مر صاحب أضواء البيان بالسودان أول تفسير للقرءان بالقرءان جمع واجمع وأعجز وأقام الحجة والمحجة.
تذكرت راحلة سيد عبدالله ولد الحاج ابراهيم تحمل ذاك الجمل الأنف ومكتبته الشنقيطية وماترك للأزهريين من مؤلفات وعلوم في صدور الرجال. أنخت قصوائى بباب المندب فرأيت و سمعت وعرجت الى الشام فقرأت ونظرت وألقيت على المنارة السلام وعلى القدس مدينة الاسراء سلام السلام.
ياشباب الأمة افيكم من يصاحه الله في ليلة واحدة ويواطئ اسمه وسمته أحمد.
حوصر أهل البينة في العراق وفي الشام وفي اليمن وفى بورما وفى وسط القارة وأصبح أهلنا بين خائف على دينه أودمه او ماله . السفينة تمور بين جبال فتن كقطع ليل مظلم مورا بلاقبطان .
ونوح والخضر وموسى والخاتم المتبوع لايعرف عنهم أبناء قيلة جواب سؤال والجودي والطور وغار حراء أنوارهم بدلناها باتباع حذو القذة بالقذة وبخصام وجدال القيل والقال. فاتنة اليمن بلقيس فقدنا حكمتها وقائد واد النمل يصرخ على أبواب قرانا .
أصم نحن أم بكم ام عمي لم نحرق مراكبنا ونسلم مفاتيح خيراتنا ونمتطي جياد حروب غير حروبنا...
هي القلوب ان تفرعنت جاءها اليم وهي الاوراح ما تعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف.
لوجمعنا الأموال قلالا والاسلحة والرجال جيوشا وملأنا الاودية والجبال ترفا وسلطانا وكنا أمة تتارية تغزو العالم وتسلبه اسلابا لما شربنا الحوض ولما دخلنا الفردس.
جميل أن نقدم العلم على الجهل والحداثة على التأخر والجمال على القبح والامل على اليأس والقوة على الخوار والضعف. لكن الأجمل من كل ذلك أن نبني حضارة الاخوة دون اكراه والمحبة دون رشوة.
أيها الشناقطة لايغرنكم تقلب العالم في فتن الدهيماء وتكالب الامم على القصعة..بنيتم أغلى حضارة فلا تفرطوا فيها والزموها ولاتتنكبوها فانها حاقنة للدماء حافظة للأعراض والأموال مجيرة من خاتمة السوء من تمسك بعروتها وصل الأرحام. وألان الجناب والكلام. وصلى بالليل والناس نيام وورد الحوض فشرب ودخل الفردوس فطاب له المقام. اني والله لكم لناصح في زمن لا ينجو فيه الا من لزم محجة النذير العريان.
رحم الله أمة أحمد ما أجمل أيامها وما أعظم السراج المنير الذي أتاها وما أبر منازل خلدها .
يا شباب الامة بين الشجرتين حديث الانس والخلود.
شجرة الرضوان وشجرة المنتهى.
وبين الكعبة والبيت المعمور ملك (بفتح الميم) يعرج وملك (بضم الميم) لايضام.
أي أخي ألم يأن لنا أن نثخن ونتبع شناقطتنا زراع الامل والمحبة والأخوة سلوكا وحضارة وقيما وتعليما وحجا وعمرة وتلاوةً ودعاءً في الهجير والسحر.
ألم يأن لنا أن نُدبر عمن أدبَر ونُقبل على من أقبل على منابت سنابل خيل حضارة متألقة بنيناها في شنقيط ، علمناها في السودان والأزهر وفاس والحجاز والأستانة والقوقاز والأردن وتمبكتو وبلاد غانة والهند والصين.
الله أكبر ...أيها الملثمون مالكم في المراء متخاصمون وعن حضارتكم غافلون..
حضارة بناء الأخوة دون اكراه والمحبة دون رشى.
قلناها في البر والجو....
وهو الذي في السماء إله وفي لأرض إله.