يبدو أن الرجل تحدى العسكريين، بأنهم إن تركوه يوجه خطابا إلى الأمة على طريقته الخاصة، فإن جموع الشعب ستخرج في اليوم التالي وفي كل شبر من زيمبابوي مؤيدة له،
قبل العسكر التحدي، وحققوا له أمنيته الأخيرة، فكان خطاب مساء الأحد المرتبك، الذي أختلطت فيه الأوراق على الرفيق موغابى، لدرجة أنه كان على العسكر ي الجالس بجانبه أن يساعده في إعادة ترتيبها،
بعد هذا الخطاب المهلهل، أدرك موغابى وزوجه كريس الحقيقة المرة، أن الجماهير هجرت مدرجات ملعب هراري الكبير، وأن زمن الزيف والأوهام قد ولى وأنتهى إلى غير رجعة، وأن أفضل عمل يقوم به العحوز روبرت وهو في التسعينات من عمره، هو أن يحرر شهادة موته السياسي بنفسه، قبل أن يقوم الآخرون بذلك وبطريقة قد لا تليق بالرفيق.
سيحسب لعسكر زيمباوي، أنهم أول أجناد الأرض، الذين تركوا للديكاتور حرية اختيار الطريقة التي سيرحل بها صوب النسيان...