لأوّل مرّة في تاريخ المونديال العالمي منذ انطلاق نسخته الأولى في أورجواي عام 1930، تشارك أربع فرق عربية فيه، أي ثمن المنتخبات المشاركة في البطولة منتخبات عربية فهو بحق مونديال العرب.
ربما لم تسنح الفرصة للعرب بتقديم واجهة حضارية وصورة جميلة تنطبع في أذهان شعوب العالم مثل وجودهم بهذا الكمّ في المونديال العالمي الّذي يتابعه مئات الملايين حول العالم متابعة حيّة مباشرة.
لذلك هناك مشاهد نتمنى أن لا نراها في المباريات الّتي يكون أحد طرفيها فريق عربيّ أو كلا الفريقين عرب:
حمداً لله أن دولة الكيان الصهيوني غير مشاركة في نسخة هذا المونديال. لكن من الوارد جداً وجود أحد اللاعبين اليهود في إحدى الفرق الأوربية أو اللاتينية ليطرح الجدل المعتاد هل يجب عدم مصافحته أو غير ذلك من النقاشات السخيفة.
بداية يجب علينا جميعاً أن نعي أن مشكلتنا مع الصهيونية والاحتلال وليس مع اليهودية كديانة مثلما روّجت بعض وسائل الإعلام العربية لسنين طويلة، حتى أن بعض اليهود أنفسهم هم ضد هذا المخطط الصهيوني , وأن احترامنا لأديان ومذاهب الآخر لا يعني إطلاقاً إيماننا بها.
فالأمر ينبع من قيمنا.
2-المواجهات العربية الإيرانية المرتقبة يجب ألّا تخرج عن إطار التنافس الرياضي. وأنها ليست صراعاً سنّيّاً شيعيّاً، ستزداد أسهم المنتصر فيها في المفاوضات!! فلو خرجت هذه المباريات بالتّحديد خارج إطار التنافس الرياضي أو ما سيتبادر في ذهن البعض المتحفز بالأساس لكل ما هو عربي. "هذا حالهم مع بعضهم فماذا عن الآخر المختلف تماماً".
3-حقيقة أكثر ما يقلقني هو المواجهة العربية العربية المنتظرة بين منتخبي مصر والسعودية والخلافات السياسية والأيدولوجية بين البلدين التي تخفيها حتى الآن المصالح المشتركة بين البلدين. لكن ربما يكون الحال هكذا بين الشعبين بعيداً عن أنظمة الحكم في كلا البلدين بالاضافة إلى مشكلة جزيرتي تيران وصنافير التي تثير حساسية بين الشعبين. فيجب ألّا أن تنتقل هذه الخلافات بين الجماهير في الاستاد. فهذه مباراة رياضية وليس من كفيل! أخيراً، سوف يقدم العرب في هذا المونديال بصفتهم الاعتبارية الحضارة الفرعونية أوّل حضارات التاريخ وأهمها وأكثرها أثراً. بالإضافة إلى الحضارة الأمازيغية والقرطاجية والحضارة العربية الخالصة ممثلة بالسعودية.
فيجب أن تقدم هذه الحضارات واجهة مشرقة للعالم وتعيد إحياء ما سطره الأجداد. فهي فرصة نادرة لن تتكرر .
فللأسف الشديد أصبحنا شعوباً مستهلكة غير مؤثرة. قلما يجود بنا الزمن بشخص مثل نجيب محفوظ الحاصل على نوبل في الأدب أو العالم المصري أحمد زويل الحاصل على نوبل في الكيمياء ممن ذهبوا بنا الي العالمية.