العاهل المغربي لـ"غوتيريس": الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل سيفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان | صحيفة السفير

العاهل المغربي لـ"غوتيريس": الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل سيفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان

خميس, 07/12/2017 - 14:31

عبر العاهل المغربي محمد السادس فس رسالة بعث بها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، عن قلقه البالغ، إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها.

وشدد العاهل المغربي ورئيس لجنة القدس، على أن المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، كما قد يفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان، حسب تعبير الرسالة التي جاء فيها:

"الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على كافة أنبيائه ورسله.

 مـن محمـد السادس، ملك المملكة المغربية

إلى معالي السيد أنطونيو غوتيرس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة

معالي الأمين العام،

لقد راسلتكم في شهر يوليوز من هذه السنة، بصفتي رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، بشأن الإجراءات التي قامت بها إسرائيل في المسجد الأقصى بمدينة القدس، في محاولة لفرض أمر واقع جديد يخالف كل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

واسمحوا لي اليوم، أن أعبر لمعاليكم، وبنفس القناعة والثبات، عما ينتابني من مشاعر القلق والانشغال، إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها.

إن المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، والمس بالجهود الدولية الهادفة لخلق أجواء ملائمة لاستئناف مفاوضات السلام. كما قد يفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان، وتقويض كل فرص السلام، ناهيك عما قد يسببه من تنامي ظاهرة العنف والتطرف.

إن رؤيتنا التي نتقاسمها مع كل محبي السلام والساعين له والمدافعين عنه في العالم، تتمثل في الحفاظ على وضع القدس كمدينة للسلام والتسامح، مفتوحة أمام أتباع كافة الديانات السماوية، ونموذجا للتعايش والتساكن.

فقضية القدس، بقدر ما هي قضية الفلسطينيين٬ باعتبارها أرضهم السليبة٬ فإنها قضية الأمة العربية والإسلامية٬ لكون القدس موئل المسجد الأقصى المبارك ٬أولى القبلتين وثالث الحرمين؛ بل إنها أيضا قضية عادلة لكل القوى المحبة للسلام٬ لمكانة هذه المدينة المقدسة ورمزيتها في التسامح والتعايش بين مختلف الأديان.

وإننا إذ نثمن عاليا جهودكم المخلصة في سبيل استتباب الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ليحذونا الأمل في حسن مساعيكم وتدخلكم الوازن لدى الإدارة الأمريكية للإحجام عن اتخاذ أي إجراء يخص مدينة القدس، لما لذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل السلام والأمن في المنطقة.

وتفضلوا، معالي الأمين العام، بقبول أسمى عبارات مودتي وتقديري". 

وفي سياق متصل، وبتعليمات سامية من الملك محمد السادس أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، استدعى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الأربعاء 06 دجنبر،القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، ستيفاني مايلي،وسفراء كل من روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة المعتمدين في الرباط ي القائمة بأعمال سفارة أمريكا وعدد من السفراء.

وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنه على إثر قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وبتعليمات سامية من الملك محمد السادس أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، استدعى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الأربعاء 06 دجنبر، القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، ستيفاني مايلي، وسفراء كل من روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة المعتمدين في الرباط – باعتبارهم أعضاء دائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، وذلك بحضور سفير دولة فلسطين بالرباط، السيد جمال الشوبكي.

وخلال هذا الاجتماع، يضيف البلاغ، سلم الوزير رسميا إلى القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، الرسالة الخطية الموجهة من صاحب الجلالة، إلى الرئيس دونالد ترامب، والتي أكد فيها جلالة الملك، على انشغال جلالته العميق إزاء الإجراء الذي تنوي الإدارة الأمريكية اتخاذه، مشددا على محورية قضية القدس ورفض كل مساس بمركزها القانوني والسياسي وضرورة احترام رمزيتها الدينية والحفاظ على هويتها الحضارية العريقة.

كما ذكر الوزير بالمساعي والاتصالات المكثفة التي قام بها الملك محمد السادس، مند تواتر الأخبار حول نية الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى المدينة المقدسة.

وبعد أن أخبر الوزير السفراء بالرسالة الملكية السامية الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، طالب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بأن تضطلع بكامل مسؤولياتها للحفاظ على الوضع القانوني والسياسي للقدس وتفادي كل ما من شأنه تأجيج الصراعات والمس بالاستقرار في المنطقة.

وفي الأخير، جدد الوزير دعم المملكة المغربية الثابت وتضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانبه لنيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكد أنه، بتوجيهات مباشرة من صاحب الجلالة وفي إطار تنسيق جلالته المستمر مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ستعمل المملكة المغربية مع الجانب الفلسطيني والأطراف العربية والإسلامية والدولية، على المتابعة الدقيقة لتطورات الوضع.