لا أعتقد أن أحداً منّا عقد يوماً أدنى أمل على الإعلام القطري والإخونجي حتى يخيب أمله فيه؛ ولكن تعاطيه مع أحداث عدن التي جرت لاقتتال داخلي بين أنصار الشرعية في اليمن إثر منع مظاهرة داعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي؛ تجاوز المتوقع من حيث هبوطه إلى حضيض الإسفاف والافتراء والنفخ في نار الفتنة.
لم يكن أحد منا أيضاً ينتظر من الإعلام القطري بث رسائل لحقن الدماء وإخماد جذوة حرب هو من أوقدها أول مرة؛ ولكنه كان وقحاً في إذكاء الفتنة وإيقاظها؛ وسعيه لإلصاق جرم الدوحة بدولة الإمارات العربية المتحدة التي عودنا أن يحمِّلها مسؤولية أي حدث ولو كان انفجار إطار دراجة ثلاثية العجلات في ضاحية العاصمة الصينية.
إذاً لم نستغرب السلوك القطري الذي أصبح مألوفاً؛ ولكن محل استغرابنا أن تكون الفتنة الجديدة التي أشعلها الغاز القطري في عدن مناسبة لبعض اليمنيين الداعمين للشرعية للهجوم على دولة الإمارات والتشكيك في دورها في اليمن؛ متناسين أن أبناء هذه الدولة حملوا أرواحهم على أكفِّهم وقدموها فداءً لأرض اليمن؛ لكي يستعيد الشعب اليمني شرعيته وخياره في من يحكمه، وذلك بهدف إعادة مفهوم الدولة وتثبيت حقوق المواطنين.
لا يحتاج المرء كبير جهد ليكتشف أن دولة قطر لم يتبقَ لها من تحرك سوى تأليب إعلامها على دولة الإمارات، وتزييف الحقائق لإظهارها دولة شريرة هي سبب كل بلاء في المنطقة؛ وبجهد أقل يمكن التحقق من الدوافع التآمرية للحملة الإعلامية الشرسة للإعلام القطري والإعلام الإخونجي المدعوم قطرياً على دولة الإمارات.
يمكنني الحلف غير حانث على وجود دور قطري في استهداف بعض مساندي الشرعية في اليمن للإمارات؛ فتلك شنشنة عهدناها من حكام الدوحة؛ فقبل أزمة عدن سعت قطر جاهدة منذ بدأت الحلقة تضيق من حولها بعد مقاطعة الجيران العرب؛ إلى الانتقام من دولة الإمارات بشن حملة إعلامية شعواء على الدور الإماراتي في الجنوب اليمني؛ ولكن قصر حبل الكذب ـ كما يقال ـ حال دون بلوغ تلك الحملة الآثمة مبتغاها وغايتها؛ فكان بديلها حملة أخرى تهدف لإشعال شرارة مواجهات تريق دماء أبناء اليمن لتعكير صفو الحملة الإنسانية الكبيرة التي تقوم بها دول التحالف في اليمن.
الافتراء والتلفيق وإشعال الفتن شنشنة نعرفها من حكام قطر، فقبل قضية عدن حاول إعلامهم اللعب على تسجيل الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني؛ يروي فيه أنه محتجز في دولة الإمارات... ورغم تفهمي لحجم الضغوط التي قد يكون الشيخ عبد الله تعرض لها من طرف نظام الحمدين، إلا أن الموقف كان غريباً فليس من عادات العرب مقابلة الإحسان بالإساءة" وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان".
زمّر الإعلام القطري والإخونجي وطبّل لهذه المادة واعتبرها فتحاً مبيناً؛ وأصبح الشيخ عبد الله بن علي الذي كان بالأمس ينعت بأقذع الألفاظ ـ فجأة وبقدرة قادرـ مواطناً قطرياً صالحاً لا يُشقّ له غبار في الوطنية والولاء .
وقبل الشيخ عبد الله، أطلَّ علينا أحمد شفيق في تسجيل مصور يدّعي فيه أنه ممنوع من السفر؛ وجميعنا نذكر أن أحمد شفيق لجأ للإمارات هارباً من بطش حكم الإخوان حين حرّكوا حوله من القضايا ما يكفل إيداعه السجن.
وقديماً قالت العرب:"اتق شر من أحسنت إليه"؛ شفيق الذي اُستقبِل بالأحضان في دار زايد معززاً مكرماً ضيفاً على قوم كرام ورثوا ذلك أباً عن جد، وبعد أن فعل فعلته لم ينعكس ذلك على أفعال أبناء زايد فمُنِحت له طائرة خاصة أقلّته للمكان الذي كان يرغب في السفر إليه.
لم يُقصّر أيضاً الإعلام القطري والإخونجي في التزمير على هذه المادة، وأصبح أحمد شفيق الذي كان بالأمس خصماً لدوداً، شخصاً يحمل جميع صفات البطولة والشجاعة، ولا يقبل الإملاءات وجعلوا منه منقذ أرض الكنانة وباني مجدها الحضاري.
لا يحتاج المرء كبير جهد ليكتشف أن دولة قطر لم يتبق لها من تحرك سوى تأليب إعلامها على دولة الإمارات، وتزييف الحقائق لإظهارها دولة شريرة هي سبب كل بلاء في المنطقة؛.
وبجهد أقل يمكن التحقق من الدوافع التآمرية للحملة الإعلامية الشرسة للإعلام القطري والإعلام الإخونجي المدعوم قطرياً على دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ولكن مآل تلك المساعي للفشل والسقوط.
يأبى الحق غير ذلك؛ فدولة الإمارات ستبقى تحمل شعلة التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في المنطقة؛ كما ستظل منارة للتسامح الديني والتعايش الاجتماعي بين الشعوب، كما أراد لها مؤسسها وباني نهضتها الشيخ زايد رحمه الله .. فصبرا آل زايد فإن موعدكم النصر.