هي سابقة في تاريخ الحكومات الموريتانية المتعاقبة على مبنى الحكومة أن يستغل وزير النطق باسم الحكومة منبر المؤتمر الصحفي المتوج لاجتماع مجلس الوزراء للإساءة لبعض نواب الأغلبية انتصارا لنفسه في عملية غادرة كان خصومه فيها قد وضعوا ملفها وراء ظهورهم بعد أن انتهت فترة صلاحيته.. وهنا أقصد جلوس وزير الثقافة –عفوا- (وزير النطق) خلف علم لا يمثل الدولة التي ابتعثته ممثلا لها...
عبارات هي القمة في الإساءة تربويا وثقافيا وسياسيا تلك التي وجهها وزير النطق لبعض ممثلي الشعب الموريتاني والذين وصلوا إلى قبة البرلمان عبر أصوات بسطاء وفقراء تكبدوا عناء الحر والقر واضعين ثقتهم في ألئك النواب، مبتعثين إياهم ممثلين لهم، وكأنه صاحب (المعالي) يوجه رسالة احتقار مباشرة لكل من صوت لصالح ألئك النواب ووضع ثقته فيهم متهما إياهم بالمرضى وعديمي الفهم..
صاحب (المعالي).. ربما ضاق فهمك – والغضب للنفس يفعلها أحيانا- فاتهمت الرئيس ووزيره الأول بالكذب والتلفيق، فالعلاج يا وزير النطق لا يكون إلا من مرض، ولقد كلف الرئيس لجنة من وزرائه وبعض ثقته بإعادة وضع الحزب الحاكم عل المسار القويم، فهل يأتي تصحيح بأمر من أعلى هرم في السلطة دون أعطاب أكثر هي مرضية منها سياسية!!؟ وهذا ما قصده من قالوا إن الأغلبية مريضة، ولو لم يكن الأمر كذلك فعلا فلماذا لم يجب الوزير الأول الذي هو أكثر سلاقة وبلاغة منك وأقرب إلى النظام وأكثر تجربة، أليس السكوت في أمثلتنا الشعبية مدعاة للقبول..!!؟
صاحب (المعالي) ربما أصبح عليك أن تستعيد ثقتك في نفسك فوضعك يبدو خطيرا، وصدرك بات يحتاج إلى قسطرة فقد ضاق كثيرا، والسياسة فن الكياسة ولا تحتمل ضيق الصدر...
بادو ولد محمد فال امصبوع