تفرد الأسد في أدائه وفي حضوره وفي مستواه العلمي والمعرفي وفي معنى فهمه للمسؤولية دورا وممارسة، فكان يضفي على مجلس جامعة أمراء النفط المسمى زورا وبهتانا بالجامعة العربية، نوعا من المشروعية الشعبية لأنه كان يعبر عن نبض الشارع العربي.
كانت لغته الخطابية لغة عربية فصيحة وصحيحة المبنى والمعنى، في حين كانت لهجاتهم مكسرة هجينة وعاجزة كانوا يشعرون في حضوره أنه يمثل شيء آخر يمثل العرب والعروبة في أنقى صفاتها وأنصع تجلياتها وأبلغ معانيها وأصدق دفاع عن قضاياها، في حين كان هؤلاء الأعراب الأغراب يمثلون الهجين المستهجن، يمثلون الدخيل على واقعنا يمثلون الآخر اتجاه قضايانا، يمثلون الغريب في وجودنا، لهذه الأسباب حاربوه..
تآمروا عليه لفظه جسمهم المريض وفهمهم السقيم وإرادتهم الخائرة وانتمائهم المزيف للأمة ولقضاياها العادلة.
لفظوه عندما وقف مع المقاومة اللبنانية الباسلة المحررة للأرض والعرض، لفظوه عندما كانت صواريخه في يد رجال الله تدكٌ بوارج العدو في شواطئ لبنان وتحول عنجهيته إلى ولولة وعويل وصراخ وتحول دباباته ومدرعاته في تلال جنوب لبنان إلى خردة، في حين كان هؤلاء الأعراب الأغراب يصدرون الأوامر إلى أبواقهم الدينية لإصدار فتاوى تحرم الوقوف إلى جانب مقاومة الاحتلال الصهيوني، وقد وصفهم الأسد آنذاك بوصف هو أقل من الوصف الذي وصفهم به أحدهم عندما قال أنهم "أشباه رجال" في حين كان وصف أحد أعضاءهم لهم بأنهم أمام غطرسة العدو الإسرائيلي "نعاج"..، وفي الحقيقة هم أسوء من ذلك بكثير فالنعاج تعطي الحليب واللحم لأهلها بينما يعطي هؤلاء لمنهم في أمرتهم الإذلال والخضوع والخنوع والتسليم بقضاء أمريكا وقدرها؛
عفوا سيدي الرئيس الدكتور بشار الأسد لم يكن ما حدث لك ولسوريا الحبيبة مع هؤلاء، الأعراب الأغراب إلا ما يجب أن يحدث فالعضو الغريب على الجسم لا بد للجسم أن يلفظه، فأنت عضو غريب على هؤلاء الأعراب الأغراب فأنت تتكلم بلسان أمة العرب المجروحة في كبرياءها في فلسطين السليبة بفعل هؤلاء وتآمرهم مع أعداء أمتنا على مدى تاريخ تأسيس الكيان الصهيوني، أنت تتكلم بلغة المؤمن أن لأمته الحق في امتلاك إرادتها والسيطرة على مقدراتها وتحرير إنسانها من التبعية للبنك الدولي والصندوق النقد الدولي، وهم لا يرون وجودهم وبقاء كراسيهم إلا من خلال التطبيق الحرفي لوصفات هذه الهيئات الاستعمارية والهرولة المذلة وراء توجيهات المنتدى الأمريكي الغربي الصهيوني الاستعماري المعادي لأمة العرب وآمالها في الوحدة والتحرر والإنعتاق،..
أنت تتوجه دائما في تحالفاتك إلى دول وشعوب لم تكن في يوم من الأيام عدوا للعرب ولم تستعمر أقطارهم ولم تنهب ثرواتهم ولم تصادر إرادتهم ولم تستخدم حق النقض الفيتو عشرات المرات ضد حقوقهم المشروعة في أراضيهم المغتصبة، وهؤلاء الأعراب الأغراب يتوجهون في تحالفاتهم وبشكل مستمر إلى ألدً أعداء العرب وأكثرهم امتهانا لكرامة الأمة العربية وحقها في الوجود، هم حلفاء وأتباع أذلاء لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وبالنتيجة هم حلفاء للكيان الصهيوني، وحماة له فهم بتدميرهم الممنهج للتضامن العربي وللأمن الجماعي العربي وللثروات العربية التي يسيرونها في خدمة المشروع الأمريكي للهيمنة على المنطقة العربية والعالم، يذكروننا بأمراء الطوائف في الأندلس أيام "آلفونسو السادس" وكأن التاريخ يعيد نفسه.
سيدي الرئيس الدكتور بشار الأسد لهذه الأسباب واجهوك تآمروا عليك وعلى قلعتك الصامدة في وجه مشاريع حلفائهم الإجرامية لهذه الأسباب ركب هؤلاء الأعراب الأغراب موجة مشروع سيدتهم أمريكا الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد (المكنى بالربيع العربي) وأنفقوا فيه مئات المليارات من الدولارات واستجلبوا له عشرات الآلاف من المجرمين من شتى أنحاء العالم لتدمير قلعتك المقاومة ولإذلال أهلها وتهجيرهم والعبث بسلمهم الأهلي وبمقدراتهم المادية والبشرية..
لهذه الأسباب صب هؤلاء الأعراب الأغراب جام غضبهم وحقدهم وعصبيتهم الرعناء عليك وعلى قلعتك المقاومة لمشروع أسيادهم الأمريكان والصهاينة،..
لهذه الأسباب كان من الطبيعي أن لا يقف معك وفي خندقك إلا منهم خارج تأثير هذه المنظومة الصهيو ــ أمريكية الساعية دوما إلى تدمير العرب والمسلمين..
لهذه الأسباب كان من المنطقي أن لا يقف معك وفي خندقك إلا دعاة تحرير البشرية من هيمنة النظام الامبريالي الاستعماري المعادي للسلم وللأمن الدوليين بقيادة أمريكا وحلفائها.