لم يدخر النظام الموريتاني جهدا في تلميع صورته لجلب المستثمرين إلى موريتانيا سجله حافل بزيارات كرنفالية إلى كل بقاع العام للمشاركة في أي نشاط رسمي او غير رسمي و دعوة رجال الأعمال و المؤسسات المهتمة بمجال الاستثمار لزيارة موريتانيا و نتذكر زيارة وفد سعودي رفيع المستوى يقوده وزير المالية السعودي و بصحبة زهاء 300 رجل أعمال سعودي و قد قام الوفد بزيارة ميدانية إلى المنطقة الحرة بانواذيبو لدراسة سبل التعاون و الاستثمار لإنعاشها
و لا نريد هنا التعليق على نتائج الزيارة فالحال يكفي عن السؤال
وفي العام 2014 تم توقيع مذكرة تفاهم محتشمة لتطوير الموارد البشرية و التسييرية بين المدير التنفيذي ل ICD و المنطقة الحرة رغم تعثر الأول منذ عقد من الزمن في انجاز مشروع رباط البحر بعد الخلافات المالية و الإدارية مع شركة دلتا الإمارات او على الوجه الأصح دلتا إفريقيا لتنسحب الأخيرة تاركة المشروع في مهب الريح بالطبع ليس الرباط هو المشروع العربي اليتيم المتعثر في موريتانيا و نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر مشاريع و شركات كبرى مثل كنانة للسكر و الديار القطرية و Sahel Bankering و الطيران الإماراتي و القائمة تطول
بعد تعذر ضخم أموال الاستثمار الخليجي في موريتانيا حاول النظام الموريتاني مغازلة إيران لجلب مشاريع تمويلية عير ما بات يعرف ب " باصات شركة النقل العمومي" عبر اتفاق بين الطرفين لإنعاش قطاع النقل الحضري من خلال سيارات أجرة و حافلات ركاب كبيرة الحجم ثم تعثرت الصفقة لعدم الوفاء بالالتزامات المالية و هذا حسب المصادر الإعلامية المتوفرة
ورغم الفرص و الحظوظ الفريدة التي حظي بها النظام من خلال المناسبات الرسمية منها رئاسة الاتحاد الإفريقي و القمة العربية و الملتقيات الدولية الهامة إلا أن استثمار الفرص لجلب رؤوس أموال و مشاريع تخفف من عبء البطالة و تنعش الاقتصاد لم يتم استغلالها بالشكل الأفضل و كانت إبرة البوصلة تشير إلى تركيا لعلها تكون متنفسا آو بصيص أمل فكانت الزيارة الرسمية التي أداءها الرئيس الموريتاني إلى انقرا صحبة حرمه و وفد حكومي رفيع و التي أثمرت إلى إغراق السوق بالضائع التركية و شراكة في قطاع الصيد و القطاع الخدماتي في مجال التعدين لتأتي زيارة الرئيس التركي إلى نواكشواط في زيارة هي الأولى من نوعها قادما من الجزائر و فحوى الزيارة هو تجاري استثماري و حسب رزنامة زيارة السيد اردوغان فهي تشمل السينيغال و مالي و تستثني المغرب و حسب العارفين بأغوار السياسة فهدف الزيارة هو جص نبض إفريقيا و على وجه الخصوص قوة الساحل و محاول إيجاد موطأ قدم عسكري آو امني آو استثماري في هذه القارة الواعدة
لا أريد هنا ان استبق الأحداث و لكن زيارة السيد اردوغان لن تأتي بجديد على الأقل على المستوى القريب فهي زيارة في الوقت الضائع كما يقال فالرئيس الموريتاني قاب قوسين او ادني من نهاية مأموريته و في العدد العكسي للمغادرة فما هي الضمانات للاستثمار التركي على قاعدة رأس المال جبان ؟
وتيرة الزيارات المتسارعة من و إلى موريتانيا لا تعكس الوجه الحقيقي للصورة في الداخل فاتساع الهوة بين النظام و المعارضة و سير الأول في اتجاه أحادي و تمسك الأخيرة بموقف المقاطع جعل البلاد تنجر نحو أزمة سياسية و مالية و اجتماعية و اقتصادية حيث لعبة شد الحبل و النفس الطويل للمعارضة على قاعدة لا غالب و لا مغلوب و على هذا المنوال اكتفى النظام بحوار شكلي مع أحزاب مجهرية لتمرير أجندته الأحادية و مستغلا استيراتيجية " التقية السياسية " لحزب تواصل على مبدأ " معاكم معاكم عليكم عليكم " لتحقيق مآرب حزبية براغماتية ضيقة و اكتفت المعارضة الراديكالية التقليدية بدور المتفرج على الأزمات الخانقة التي تتخبط فيها البلاد
أدى المسار الأحادي للنظام إلى تفاقم المشاكل و تعقيد المواقف في حين يحتاج النظام غالى التهدئة من اجل خروج آمن و سلس من ورطة السلطة فرغم إقرار علم جديد و نشيد جديد بتلحين مصري عبر نتائج استفتاء مثير للجدل لازال العلم ( القديم ) حاضرا على المستوى الشعبي و في المناسبات الرسمية ( قمة الساحل بانجامينا و مؤتمر وزراء الثقافة العرب في تونس و كبريات المواقع العالمية ) ...... يتواصل