من الغريب والمؤسف جدا ما تطالعنا به هذه الأيام بعض الصفحات التي يصعب تصنيفها من تدوينات وتغريدات على هذا الفضاء المفتوح بخصوص عبد الله الشريف العالم : الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي الصعيدي حاتم زمانه .
أصحاب هذه التدوينات على عدة أقسام ــ الصنف الأول يدافع عن الشيخ باستماتة وله كل الحق في ذلك لأنهم على الأقل يعرفونه كل حسب دلوه وما جاء به شباكه ، ولهم أقول جزاكم الله خيرا ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .
ــ الصنف الثاني يهاجم الشيخ الرضا مطلقا العنان لمخيلته غير مكترث بمكانته العلمية ولابنسبته الصحيحة الى دوحة الشرف العالي الى المصطفى صل الله عليه وسلم وكفى ، تلك النسبة المتجسدة ولله الحمد في سلوكه وسيرته الطيبة ومكانته في قلوب الخيرين ، وهم من ليست لهم معرفة بالشيخ ولاتربطهم به أي علاقة .
ــ لهذا الصنف أقول من باب النصيحة هداكم الله لا تضيعوا أغلى ماتملكون وهو حسناتكم فلحم العلماء مسموم وإذا كان العالم شريفا ومسالما فالجرم أعظم ، وأخسر الناس من باع دينه بدنياه وأخسرمنه من باع دينه بدنيا غيره فالتقوا الله .
ــ الصنف الثالث وجلهم من الخيرين وأصحاب النواي الحسنة وهم منقسمون حسب رؤاهم وتحليلاتهم وتأثرهم بما يسمعون من تسجيلات صوتية توجيهية تصدر عن الشيخ من حين لآخر ــ فحسب فهمنا نحن "الْبُلْهْ" أكثر أهل الجنة كما في الخبر وهو مبلغنا من ذلك ــ تطمئن اصحاب الدَّيْنِ والحقوق وتحث على الحلم والتخلق بالخلق الحسن مع بعض المصارحة والمكاشفة والتواضع والاعتذار والحلف بالله وتكراره بصيغة حلف رسول الله صل الله عليه وسلم تأسيا وتبركا واقتداء بأقواله وأفعاله صل الله عليه وسلم ، وهو العارف بمعنى الحلف وحكمه .
ــ لهذا الصنف الثالث أقول : إن تحليل شخصيات الأولياء وفهم كلام العارفين موقوف على فقهاء مدارج السالكين وخبراء سلم الترقي الإلهي وعلماء الإشارات الربانية وهؤلاء الغالب عليهم الخوف وليس لديهم وقت للفيسبوك ولا للتوتير ولالغير الله مطلقا .
والمدارج أولها الاستغفار وءاخرها التوبة لأن السالك كلما ارتقى مقاما رأى من واجبه التوبة من الذي قبله حتى يصل "ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا".
من كل هذا وذاك أقول كلام أن الشريف الشيخ علي الرضا وأنا لم ألقه إلا لحظات متفاوتة وخاطفة وهو يعرف ذلك لا أعرفه ولا أدعي معرفته لأني للأسف الشديد لست أهلا لها ، لكني ولله الحمد أحبه وأحب من يحبه ولا أخاف عليه وعلى يقين بقرب فرج الله وعنايته بأهله ، والنبي صل الله عليه وسلم قال "صنايع المعروف تقي مصارع السوء" ، وخديجة رضي الله عنها قالت لرسول الله صل الله عليه وسلم عقب أول لقاء له بسيدنا جبريل عليه السلام وهويرتجف ويقول زملوني دثروني "والله لن يخزيك الله أبدا لأنك تقري الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق" ، وكل هذه الصفات أعرفها ويعرفه الجميع في الشيخ الرضا .
والرسول صل الله عليه وسلم يقول (أخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ، ولقد أتت علي ثلاثون ، من بين يوم وليلة ، وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال)
وكان الإمام مالك رحمه الله يعتذر عن نفسه.
محب الشيخ الرضا ومريده : أحمد مختيري