أصحاب " الجلالة والعظمة والسمو والفخامة "، تحية وبعد:
ستعقدون قمّتكم فيالمملكة العربيّة السعوديّة يوم الأحد القادم الموافق 15- 4 - 2018؛ وسنشاهدكم نحن " الغلابا" المحبطين المثقلين بالجراح من أبناء الشعب العربي وأنتم تخرجون من طائراتكم العملاقة الخاصّة الباهظة الثمن، وتستقبلون ببوس لحى وابتسامات باهتة لا علاقة لها بأحاسيس القلوب، وتعزف لكم الموسيقى وتستعرضون حرس الشرف، وتركبون سيارات فارهة مصفحة حفاظا على سلامتكم، وتمرّ مواكبكم المهيبة من الشوارع الرئيسيّة وهي محاطة بمئات الجنود المدجّجين بالسلاح لحمايتكم، وتقيمون في قصور فارهة تليق بمقامكم، وتعقدون اجتماعات علنيّة وسريّة وجانبيّة يكذب فيها أحدكم على الآخر،وتتآمرون فيها على بعضكم بعضا، وتمتلآ أغلى وأفخم الفنادق بأعضاء وفودكم، وتجتمعون في قاعةفخمة، وتتناولون أفخر وأغلى الأطعمة في قاعات طعام ملكية، وتصرفون مبالغ هائلة لإطعام وإسكان وتنقّلات أعضاء وفودكم.
وستصدرون بيانكم الختامي المعدّ سلفا، المكرّر، والمليء بالأكاذيب والتعابير المبهمة عن إيمانكم بحق شعب فلسطين في العودة إلى دياره، وتصميمكم على تحرير الأراضي العربية المحتلة ونصرة القدس في الوقت الذي تتوسّلون فيه لترامب ونتنياهو بقبول حل سلمي استسلامي، وتتآمرون معهماعلى تصفية القضية الفلسطينية وتقبلون بتهويد القدس، وتعلنون عن تصميمكم على دعم الشعب الفلسطيني ماديا ولا تفون بدفع ما اتفقتم عليه بينما تجودونبمئات المليارات من الدولارات لدعم اقتصاد أمريكا ودول عدوّة أخرى، وتعربون عن إيمانكم ودعمكم للعمل العربي المشترك بينما تضعون العقبة تلو الأخرىلإفشاله،وتطالبون بإيجاد حلول للحروب المشتعلة في سوريا واليمن وليبيا وتنسون أنكم اشعلتموها وإن جيوشكم ومرتزقتكم يشاركونفي تدمير تلك الدول " الشقيقة " وقتل وتشريد الملايين من أبنائها.
وستنتقدون سياسات إيران وتدينون تدخّلها في المنطقة في الوقت الذي تفتحون فيه أبواب قصوركم وعواصمكم لإسرائيل وتنسّقون معها، وتدفعون لأمريكا بسخاء لحمايتكم ومساعدتكم في استمرار دول الاستبداد والظلم والفساد التي تحكمونها، وتعيدون الاستعمار إلى أوطاننا بسماحكم لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وغيرها ببناء قواعد عسكريّة بريّة وجويّة وبحريّة في دولنا العربية.
كذلك لا بدّ من تذكيركم ببعض إنجازاتكم الهامّة الأخرى ومن ضمنها نهب ثروات الشعب العربي وإنهاكه بالضرائب وإفقاره، وتجويعه واضطهاده وكتم انفاسه، ونشر الفساد، وتخريب الاقتصاد، وإغراق دولكم بالديون الأجنبيّة والمحليّة، وتمزيق وتفريق الأمّة بسنّ قوانين عنصريّة تدعم القطريّة والخلافات والانقسامات، وخلق الأزمة الخليجية، وتضخيم الخلافات الدينية بين السنة والشيعة.
هذه بعض انجازاتكم الحقيقية، أما أكاذيبكم عن انتصاراتكم وانجازاتكم الوهميّة فإنها مكشوفة ولا تستحق الذكر؛ اسمحوا لي يا أصحاب" الجلالة والعظمة والسمو والفخامة " أن أقول لكم بصدق وأمانة أننا نحن الشعب العربي من محيطه إلى خليجه نشعر بالخزي والعار لأن أمثالكم يحكموننا؛ إننا لم ننتخبكم، لقد ورثتم الحكم عن المتآمرين أسلافكم، أو سيطرتم عليه بالقوة ولا يوجد بينكم حاكم شرعي واحد انتخبه الشعب بحرية وشفافية ونزاهة؛ ولهذا نحن الشعب العربي لا علاقة لنا بكم ونرفضكم كحكّام فرضوا علينا، ونرفض مؤامراتكم ضدّنا وضدّ أوطاننا؛ إننالا ننتمي إليكم، ولا نثق بكم وبدولكم الفاسدة، ولا نعوّل عليكم في حمايتنا وحماية أوطاننا.
هذه مؤتمرات القمّة الهزليّة التي تعقدونها كل سنة لم ولن تحقّق شيئا؛ فلماذا تعقدونها ؟ ولماذا تصرفون عليها مئاتالملايين من الدولارات ؟ ولماذا لم تعقدوا مؤتمرا عن صفعة أمريكا لكم بتهويد القدس؟ أليست القدس مقدّسة مثل مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ويجب عليكم الدفاع عنها ؟ ولماذا " صوحتونا " بتكرار أكاذيبكم عن الأخوّة العربيّة والمصالح المشتركة والتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين دولكم المتهالكة؟ المثل العربي يقول " إن لم تستحي فافعل ما شئت " وأنتم فقدتم الحياء منذ زمن بعيد ! أليست هذه هي الحقيقة المرّة التي لا تستطيعون إنكارها ؟
يا سادة بلا سيادة، لقد ابتلانا الله بكم؛ إننا نعتقد أنه لا أمل لنا ولأوطاننا بمستقبل آمن وحياة كريمة إلإ بعد أن نتخلّص منكم ومن دولكم الاستبداديّة القبليّة الفاسدة ؛ لا تنخدعوا بما تقوله لكم مخابراتكم عن تأييدنا وطاعتنا لكم؛ الحقيقة هي أننا نمقتكم ونحتقركم ونطلب من الله أن يساعدنا في الخلاص منكم في القريب العاجل، فلا بارك الله فيكم؛ أملنا هو أن يستيقظ الأنسان العربي وينفجر البركان قريبا، ونرسلكم إلى مزابل التاريخ التي ستكون لكم مكانة مميّزة فيها.
د. كاظم ناصر - كاتب فلسطيني