وسط حضور معتبر لشخصيات فكرية وثقافية واساتذة جامعيين، احتضن المركز الثقافي المغربي بانواكشوط مساء اليوم، ندوة فكرية تحت عنوان: "شخصيًات ساهمت في التقارب الثقافي الموريتاني المغربي"، القاها الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله استاذ الادب العربي بجامعة انواكشوط.
الندوة التي سردت بدقة متناهية تاريخ التعاطي الثقافي بين أعلام شنقيط ونوابيغ فاس ومراكش، استحضرت الروافد الثقافية التي نهل منها المجتمع الموريتاني على غرار الرافد المشرقي والسوداني، وابرزت تأثير الصلة الحميمة بين الشعبين المغربي والموريتاني بما في ذلك التأثير العقدي والمذهبي.
ولد سيدي عبد الله اوضح أن البعد الصوفي والموقع الجغرافي ساهما في التفاعل الثقافي بين المجتمعين منذ القرن الحادي عشر الميلادي وحتى اليوم على يد مغاربة كمحمد بن ناصر الدرعي والدلالي وآخرين خصوصا في مجالات الفقه الأصولي والتصوف والنحو، واستطاع ذاك التواصل لا حقاً في بوزغ نجم أعلام شناقطة في المغرب من أمثال ولد رازكه والبيضاوي الجكني الذي كان ذا مكانة كبيرة في المغرب قبل وبعد وصول الإستعمار الفرنسي.
وقال المحاضر إن علاقة التبادل بين اعلام المغرب وبلاد شنقيط، وصلت في مرحلة معينة الى التكافئ والتكافل ليصل المد العلمي والثقافي الى مختلف اصقاع العالم ومن ذلك الأثر الكبير لعلماء شنقيط في مدينة تيمبكتو المالية ومن خلالها الى معظم بلدان القرن الإفريقي من خلال القوافل التجارية، كما أن ما اسماها المحاضر بـ"الهجرة العلمية" بين البلدين حسب ما ذكر الرحالة أبن بطوطة ساهمت في توطيد روابط الدم والرحم بين الشعبين الشقيقين، قبل أن يختم بضرورة العمل على تعزيز تلك الروابط في شتى المجالات.
المحاضرة شهدت عدة تعقيبات من الحاضرين، لكنها صبًت في مجملها حول أهمية نفض الغبار عن الأثر الثقافي التي تركه المغاربة في منطقة الصحراء الكبرى، والإشعاع العلمي الذي قاده الشناقطة في شبه المنطقة والعالم.
وعقب المحاضرة مباشرة اشرف مدير المركز الثقافي المغربي الاستاذ جواد رحموني، على منح شهادات تقديرية للفائزين بجائزة القصة القصيرة، وتوزيع نسخ من كتاب اصدره المركز في بادرة هي الاولى من نوعها ضمٌ مختارات من القصص القصيرة التي شارك اصحابها في الدورة الثامنة لمسابقة القصة القصيرة والتي دأب المركز على تنظيمها، وهي خطوة وصفها المدير رحموني بأنها "إحساسٌ من المركز بواجبه في المساهمة في إثراء الحقل الثقافي للشقيقة موريتانيا".