موريتانيا بين الجفاء السياسى و الجفاف البيئي | صحيفة السفير

موريتانيا بين الجفاء السياسى و الجفاف البيئي

أربعاء, 02/05/2018 - 13:17
بتار يعقوب الشرفه

في الوقت الذى تعانى فيه البلاد من جفاء سياسى كبير بفعل التجاذبات بين الفرقاء السياسيين و تلخيص معناة المواطن المطحون فى امتيازات خاصة لهذا الفريق أو ذاك يقبع المنمون فى داخل البلاد تحت شبح الجفاف الطبيعى الذى يعيش المواطن فى الاعماق كل تفاصيله بعيدا عن للقاءات السرية بين المنتدى و النظام وتبعاتها ....
لقد عرف العام 2017-2018 نقص حاد فى التساقطات المطرية أدى إلى انخفاض حاد فى المراعى و المحاصيل الزراعية .وكانت موريتانيا
قد عرفت نهاية ستينيات القرن الماضى أسوء موجة جفاف فى تاريخها أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان من الريف إلى المدن و خاصة العاصمة انواكشوط مما أدى إلى تشوهها عمرانيا بفعل تكاثر احياء الصفيح ، كما عرفت البلاد موجات أخرى من الجفاف بدرجة اقل كان آخرها جفاف 2011 الذى تسبب فى العديد من المشاكل الاقتصادية و المعيشية للسكان ،
ويرى خبراء أن أزمة الجفاف هذا العام قد تؤدى إلى أزمة رعوية قد تستمر لعدة سنوات .
1- مخاوف الرعاة:
بات الجزء الأكبر من الثروة الحيوانية خاصة فى شرق البلاد مهددا بالنفوق الجماعى و ذلك بفعل قحط المراعى و نقص الأعلاف و زيادة ثمنها حيث زاد سعر طن القمح فى بعض المناطق على 160000 أوقية الأمر الذى ساهم فى ارتفاع سعر المواشى و اللحوم الحمراء فى عموم البلاد مما انعكس سلبا على الحياة اليومية للمواطن
وتشير الصور القادمة من الشرق إلى خطورة الوضع.
2-التدخل الحكومى :
رغم تصريحات بعض المسؤولين فى الحكومة الموريتانية بوضع خطة استعجالية بلغت تكلفتها حسب زعمهم 41 مليار أوقية إلى أنه إلى حد الساعة لايزال تدخل الدولة ضعيف ودون المستوى المطلوب حسب السكان المحليين المتضررين.
3-نداء المعارضة
المعارضة من جهتها رغم نداءاتها الخجولة حملّت الحكومة مسؤولية مايؤول إليه قطاع الريف من خراب حسب تعبيرهم وذلك فى بيان مشترك اليوم ، و نظمت حركة رفض الشبابية المعارضة وقفات أمام وزارة البيطرة دعمًا للمنمين فى ظل تهالك الثروة الحيوانية ،كما نشر موقع الأخبار المعارض تحقيقا مفصلا دق فيه ناقوس الخطر بإمكانية حدوث مجاعة إذا لم تتدخل الدولة بشكل مباشر ، وقام نَشطاء شباب من جهتهم بنشر هاشتك "الحش واعر " و "انقذوا ماتبقى من الثروة الحيوانية " على وسائل التواصل الاجتماعى.
..
إن استمرار الوضع على ماهو عليه الآن أمر كفيل بهلاك و نفوق اغلب الثروة الحيوانية فى البلاد مما يعنى تحويل أكثر من نصف السكان إلى عاطلين نظرٌا إلى أن النشاط الرعوى فى البلاد من اكثر الأنشطة الإقتصادية أهمية فى حياة المواطن الموريتانى.