عندما قرر الحزب الجمهوري اعادة انتسابه و تجديد هياكله سنة 2002 بعد فشله في معظم مقاطعات انواكشوط في الاستحقاقات البلدية آنذاك..
اعتمد الحزب منهجية "بيت بيت" porte à porte من اجل الوصول إلى منتسبيه دون وسيط من اجل الشفافية و الانتماء بقناعة... يقدم العداد نفسه لأهل المنزل و يسألهم: هل يوجد في هذا البيت من له رغبة في الانتساب إلى الحزب الجمهوري ممن هم في سن ذلك و عنده بطاقة تعريف ؟ .. إذا كان الجواب " نعم" يتم تسجيله علي اللائحة و عند اكتمال الوحدة القاعدية يتم تنصيبها....
أتذكر أن مقاطعة توجنين التي كانت من أكثر مقاطعات العاصمة السياسية و الإدارية انواكشوط، تشابها للداخل المورتاني من حيث العقليات و تجذر القبلية و الجهوية والتنافس الطائفي، حصلت آنذاك على 249 وحدة قاعدية.
ويبدو أنها و بعد 16 سنة من تراكم الوعي السياسي و النضج لن تنجو من نفس المشهد بل حصلت تلك المقاطعة علي ما يفوق 400 وحدة قاعدية لنفس الحزب ولكنه الآن من أجل الجمهورية.
ما الفرق إذن بين المدن الكبيرة الحاضنة للنخب و المتعلمين و المثقفين وبين الأرياف و من فيهم؟
ما الفرق بين أيام الاستقلال حيث انعدام التعددية ومحدودية الإعلام كماً و نوعاً وقلة عدد المتعلمين و المجال مفتوح للقبلية و الجهوية و العرقية و أيامنا هذه حيث التعددية المفرطة أحيانا و تنوع الإعلام و أوج العولمة؟ ..
في بعض الأحيان و عند الحاجة نتحامل علي الواقع و نتوعد بإزالته ثم نرجع بعد حين لننتجه من جديد، مما يجعلنا نتساءل هل حقا نحن شعب يتغير؟.