قال وزير الدفاع الموريتاني، جالو مامادو باتيا، إن "مجموعة G5 لدول الساحل قامت بخطوات كبيرة لزيادة قوتها العسكرية وبدأت نشر بعض الوحدات العسكرية، ونفذت عمليات واسعة النطاق". وحذر من عواقب التأخير في تسليم التمويلات الدولية للقوة المشتركة لهذه المجموعة.
وقال الوزير الموريتاني، في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك" إن الرد على التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل لا يتم فقط على الصعيد المحلي أو بواسطة عمل عسكري بل يمكن أن يتم على المستوى الإقليمي من خلال إقامة تعاون وثيق مع البلدان المجاورة والشركاء" إضافة إلى مكافحة التجارة غير المشروعة التي تشكل المورد الاقتصادي للجماعات المسلحة.
وأكد أن موريتانيا لعبت دورا مهما في استقرار المنطقة وسخرت موارد بشرية ومادية معتبرة لتأمين حدودها الواسعة ورفعت الإنفاق العسكري بهدف محاربة الإرهاب.
ورغم تنامي نشاط التنظيمات الجهادية في منطقة الساحل وتصاعد الهجمات الإرهابية واتساع نطاقها، فقد استطاعت موريتانيا أن تشكل استثناءات في المنطقة، حيث لم تستهدفها الجماعات المسلحة منذ 2011.
إليكم نص الحوار…
سبوتنيك: طالبتم بإبعاد الجيش الموريتاني عن التجاذبات السياسية التي تشهدها البلاد من حين لآخر، لكنكم كوزير دفاع ترأسون لجنة إصلاح الحزب الحاكم، أليس هناك تعارض بين المهمتين؟
مامادو باتيا: لا يوجد تناقض في ذلك، فوزير الدفاع هو شخصية سياسية تشارك في الحياة العامة ومسؤول داخل الحكومة عن تنفيذ سياسة الدفاع بالتوازي مع التزامه داخل حزب سياسي أو أغلبية تحكم البلاد… بالنسبة للعسكريين ورغم مراكزهم فانهم لا يصنعون السياسة، ومع ذلك فإنهم يظلون مواطنين لديهم آراء لا يعرضونها علنًا ولكن يمكنهم التعبير عنها بشكل خاص أو من خلال صناديق الاقتراع ودائماً بشكل فردي.
سبوتنيك: تحدى الإرهاب كيف تواجهونه؟ وهل يمكن أن نقول إن خطر الإرهاب انحسر الآن عن الحدود الموريتانية ؟
مامادو باتيا: في مواجهة التهديد الإرهابي، نفذت موريتانيا تحت قيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز استراتيجية متعددة الأبعاد عسكرية وسياسية وثقافية… بالنسبة للجزء العسكري نسقنا العمل بين جميع أجهزة الدفاع والأمن ووضعنا الوسائل الضرورية من معدات وأسلحة وعتاد… للقتال بفعالية ضد الجماعات الإرهابية.
وقد كان هذا النهج الذي يشكل جزءاً من استراتيجية شاملة مثمراً لأنه منذ عام 2011 لم تتعرض موريتانيا لأي عمل إرهابي. ومع ذلك، فإن الخطر "صفر" غير موجود فلا يزال التهديد الإرهابي قائما ويمكن أن ينشأ في أي وقت ولكننا دائما يقظين وفي حالة استعداد.
سبوتنيك: قدمت روسيا قبل فترة معدات عسكرية لموريتانيا تمثلت في عدد من الآليات المدرعة، كيف ترون آفاق التعاون في المجال العسكري بين موريتانيا وروسيا؟
مامادو باتيا: لدينا علاقات تعاون جيدة مع روسيا، وسنواصل تطويرها من أجل المصلحة المشتركة لبلداننا وقواتنا المسلحة.
سبوتنيك: لطالما عانى الجيش الموريتاني من نقص التجهيزات العسكرية وغابت العصرنة عن سياسة الدولة في المجال العسكري على مدى عقود، هل لازال الجيش يعاني من نقص في التجهيزات؟ وكيف هي الوضيعة حاليا؟
مامادو باتيا: الجيش الموريتاني لديه جميع المعدات الرئيسية اللازمة لتنفيذ المهام المسندة إليه؛ وقد تم تطوير معظم هذه المعدات على مدى العقد الماضي كجزء من جهود الحكومة لتحديث القوات المسلحة وزيادة الدعم المقدم إلى لقوات الدفاع والأمن.
ومع ذلك، من الواضح أن الاحتياجات من المعدات تتزايد بمرور الوقت بسبب تقادم وتآكل المعدات القديمة وتسويق مواد ومعدات جديدة بالإضافة إلى إنشاء وحدات جديدة في الجيش الموريتاني.
سبوتنيك: هل الميزانية المخصصة للجيش كافية لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة بمنطقة الساحل؟
مامادو باتيا: كما هو الحال دائما، هناك قيود على الميزانية يتعين على القوات المسلحة أن تتعامل معها في جميع البلدان، ونحن لسنا استثناء في هذا المجال، وبفضل الجهود التي تبذلها السلطات العامة فان الميزانية المخصصة للقوات المسلحة مثالية، حيث ارتفع الإنفاق العسكري في السنوات الأخيرة بالتناسب مع تطور القوات المسلحة.
سبوتنيك: كيف تواجهون التهديدات الأمنية المتزايدة بمنطقة الساحل؟
مامادو باتيا: الرد على التهديدات الإرهابية لا يتم فقط على الصعيد المحلي أو بواسطة عمل عسكري بل يمكن ان يتم على المستوى الإقليمي من خلال إقامة تعاون وثيق مع البلدان المجاورة والشركاء. وبالإضافة إلى ذلك، قوضت مكافحة التجارة غير المشروعة بجميع أنواعها الموارد الاقتصادية للجماعات المسلحة، وفي هذا الصدد بُذلت جهود كبيرة للتوعية الشغب بخطر التطرف والتهديد الإرهابي. وقد لعبت موريتانيا دورا مهما في استقرار المنطقة وسخرت موارد بشرية ومادية معتبرة لتأمين حدودها الواسعة ورفعت الانفاق العسكري بهدف محاربة الإرهاب.
سبوتنيك: كانت التنظيمات الارهابية تهدد أمن موريتانيا، لكن منذ سنوات توقفت هذه التهديدات، ما حقيقة ما يقال عن اتفاق بين التنظيمات الموالية للقاعدة مع السلطات الموريتانية؟
مامادو باتيا: هذه شائعات كاذبة، لا أساس لها من الصحة. إن فعالية العمليات العسكرية ضد هذه الجماعات وتطبيق استراتيجية فعالية في موريتانيا لمكافحة الإرهاب جعل من الممكن ابعاد التهديد الإرهابي من حدودنا وبثّ الخوف في معسكر العدو وهذا هو سر نجاحنا.
سبوتنيك: كيف تقيم مشاركة موريتانيا في الحرب على الارهاب بالساحل؟
مامادو باتيا: على مدى سبع سنوات ماضية لم يتم الإبلاغ عن أي عمل إرهابي على أرضنا في حين أن السياق الإقليمي أكثر من متوتر، ورغم ذلك فان الحرب ضد الإرهاب لم تُربح بعد، لكن يمكن القول ان المعركة التي تخوضها موريتانيا اليوم تخدم العديد من الدول التي تواجه آفة الإرهاب.
سبوتنيك: زار قائد الجيش المالي موريتانيا مؤخرا ما الذي يمكن أن تقدمه موريتانيا لمالي وبوركينافاسو التي تعانيان من ارهاب حقيقي؟
مامادو باتيا: تحافظ موريتانيا على علاقات جيدة مع جميع دول المنطقة وخاصة تلك التي تعمل معها في مجموعةG5 للساحل والتي تعد في الأصل مبادرة موريتانية. إن تبادل الزيارات بين السلطات يقع بطبيعة الحال في إطار تعزيز هذه العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف.
سبوتنيك: يقال ان موريتانيا وتشاد لا تشاركان بالقوة الكافية في الحرب على الارهاب بمنطقة الساحل، بسبب انهما ليستا مستهدفتين مثل باقي دول G5، ما تعليقكم؟
مامادو باتيا: تقوم القوات المسلحة لجميع الدول المنخرطة في قوة G5 الساحل بأداء واجباتها بشكل صحيح وكما هو مطلوب.. وعلى العكس لقد تميزت قوات موريتانيا وتشاد من بين باقي القوات في مكافحة الإرهاب.
سبوتنيك: ماذا حققت مجموعة G5 التي يوجد مركزها في نواكشوط؟
مامادو باتيا: قامت مجموعة G5 لدول الساحل بخطوات كبيرة لزيادة قوتها ونفذت عمليات واسعة النطاق.. وبدأت بالفعل بنشر بعض الوحدات العسكرية، وتستعد في نهاية العام الحالي لإطلاق كلية الدفاع التي يوجد مقرها في نواكشوط. لهذا يجب إضافة جهود هذه المجموعة النشطة الى السياسة التنموية للمنطقة.
سبوتنيك: هل صحيح ان هناك تأخير في تسليم التمويلات الدولية للقوة المشتركة لمجموعة G5 الساحل؟ وما هي عواقب هذا التأخير على أمن واستقرار المنطقة؟
مامادو باتيا: أي ﺗﺄﺧير ﻓﻲ ﺻرف تمويلات إﻋداد قوة الساحل G5 ﺳﯾﮐون ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻟﺑي ﻋﻟﯽ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ليس فقط على المستوى اﻹﻗﻟﯾﻣي بل الدولي أيضا.
سبوتنيك: أين وصل مشروع مشاركة موريتانيا في التحالف ضد الحوثيين؟ وهل يمكن أن تلعب موريتانيا دورا على هذا الصعيد مستقبلا؟
مامادو باتيا: قواتنا العسكرية لا تشارك في التحالف العربي في اليمن، ومع ذلك، فإننا ندعم إخواننا اليمنيين في كفاحهم ضد التطرف العنيف وفي جهودهم لضمان العودة إلى الشرعية في هذا البلد.
سبوتنيك: أصبحت موريتانيا تشارك باعداد كبيرة في البعثات الأممية لحفظ السلام لكن تكلفة هذه المشاركة ثقيلة بسبب أرواح الجنود الموريتانيين التي تزهق هنا وهنالك، هل يشكل ذلك ضغطا عليكم؟ وهل يمكن ان تعيدوا النظر في المشاركة في بعثات حفظ السلام؟
مامادو باتيا: تشارك موريتانيا منذ بضع سنوات في بعثات حفظ السلام في القارة الأفريقية، وتقدم الوحدات الموريتانية المنتشرة هناك خدمات رائعة للجميع. أياً كان الثمن، سنواصل احترام التزاماتنا الدولية والمشاركة كدولة تدعم السلام ومحبة للعدالة وتسعى لصون السلام في العالم.
سبوتنيك: كيف تنظرون الى الأزمة المتصاعدة على الحدود الشمالية لموريتانيا بين المغرب والبوليساريو، وما صحة ما يقال حول دعم موريتانيا لعناصر البوليساريو وتزويدهم بالمحروقات وسماحها بمرورهم الى المنطقة العازلة قرب المحيط؟
مامادو باتيا: منذ خروجها من النزاع، تبنّت موريتانيا موقف الحياد التام في نزاع الصحراء الغربية، وستظل تحترم هذا القرار حتى التسوية النهائية لهذا النزاع.