قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين، تسوية أوراق مهاجر غير شرعي من مالي أنقذ السبت حياة طفل كاد يسقط من بناية في الدائرة الثامنة عشرة بباريس، واعدا إياه بمنحه الجنسية الفرنسية خلال استقباله في قصر الإليزيه.
وأكد الرئيس الفرنسي خلال حواره مع مامادو غاساما (22 عاما) أن "كل الوثائق ستصبح قانونية". واقترح عليه "بما أنه موقف استثنائي، سوف نباشر اليوم إجراءات تسوية أوراقك وإن شئت، سوف نباشر إجراءات منحك الجنسية حتى يمكن لك أن تكون فرنسيا، إن كنت تسعى لذلك". وسينضم غاساما أيضا إلى صفوف فرق الإطفاء الفرنسية.
وأضاف ماكرون "لقد أصبحت مثالا لأن ملايين من الناس شاهدوك، إذا من الطبيعي أن يكون الوطن وفيا تجاهك".
وحظي الموقف العفوي والبطولي بتقدير وامتنان كبيرن من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا، وأيضا من قبل السلطات. حيث أعلن الإليزيه أن ماكرون سيستقبله الاثنين، في وقت تعالت الدعوات من المواطنين وأيضا من شخصيات سياسية لتسوية وضعه الإداري.
وقال الناطق باسم الجمهورية بنجامان غريفو الأحد في تغريدة على حسابه في تويتر "مامادو غاساما تصرف بشكل بطولي، لإنقاذه في باريس، طفلا دون أن يفكر في حياته هو. هذه الشجاعة الكبيرة تمثل وفاء لقيم التضامن في جمهوريتنا، يجب أن يفتح أمامه أبواب مجتمعنا".
مشاهدة مليونية للفيديو!
وتمت مشاهدة الفيديو الذي يظهر عملية إنقاذ الطفل، والذي صوره بعض المارة وتم تداوله بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأكثر من أربعة ملايين مرة حتى عصر الأحد، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. ويظهر في الفديو مامادو الذي تسلق بعفوية وفي ظرف ثلاثين ثانية فقط، واجهة البناية الباريسية لإنقاذ طفل كان يتدلى من الطابق الرابع، قبل أن ينجح في بلوغ شرفة الشقة ويسحبه إلى الأعلى، فيما باءت محاولات زوج يقطن في الشقة المحاذية لسحب الطفل، بالفشل.
وفي روايته للحادث، قال مامادو لوسائل الإعلام "رأيت جمعا من الناسا يصرخون وسيارات تطلق أبواقها". وتابع "تسلقت المبنى وأحمد الله لأني تمكنت من إنقاذه. لقد شعرت بخوف شديد ونقلت الطفل إلى غرفة المعيشة ورحت عندها أرتجف، لم أكن قادرا على الوقوف على رجلي واضطررت إلى الجلوس".