ضمن سلسلة انشطته النخبوية التي تثري الساحة الثقافية الوطنية، احتضن المركز الثقافي المغربي في انواكشوط، زوال اليوم الاربعاء 06 يونيو، ندوة فكرية حملة عنوان: "قراءة في التقرير الاستراتيجي السنوي لمركز الصحراء للدراسات والاستشارات " الصادر شهر مارس من العام الماضي.
وتولى تقديم المحاضرة الدكتور محمد احمدناه وهو استاذ جامعي ورئيس قسم الدراسات بمركز الصحراء، وعقب عليه نائب رئيس المركز الاستاذ: سيدي عبد الله ولد محمد الأمين..
واستعرض المحاضر تجربة المركز رغم خطواته الصعبة الأولى، وداخل بيئة لم تتعود كثيرا على مراكز بحثية متخصصة، موضحاً "أنه رغم تلك التحديات إلا أن التقرير السنوي لمركز الصحراء بات محط اهتمام كبير وبات يشكل مصدراً مهماً للأخبار والأحداث المتلاحقة التي عرفتها موريتانيا خلال العشرية الأخيرة".
وقال الدكتور احمدناه، إن مركز الصحراء أصرً ومنذ أول تقرير اصدره سنة 2009 على اقتحام هذه الاعمال في ساحة غير مهيئة للبحث والدراسات الاستيراتيجية، رغم كون المراكز المختصة في العالم كان لها دور ريادي في النهوض بالدول الكبرى لما تقدمه من توجيه وصناعة الرأي العام حتى لقبت بـ"خزًانات التفكير" على اعتبار أن لها دور كبير في توجيه صانعي القرار.
وأوضح الدكتور أن المفكرين في موريتانيا بدأوا يدركون أهمية المراكز المختصة بالتوازي مع الاهتمام الذي بدأت تتلقاه من النخب السياسية والثقافية، معتبرا أن تلك النظرة وجدت ما يبررها لما شهده المجتمع من تطورات اقتصادية وسياسية مهمة.
واستعرض المحاضر، المراحل التي يمر بها إعداد التقرير، من تحديد للمواضيع مروراً بجلسات النقاش المطولة بين اعضاء المركز والمختصين كل في مجاله، وصولاً إلى تنقيح النصوص ومن ثم نشرها، موضحاً الاسباب التي دفعت المركز لاستحداث قسم في التقرير خاص بمنطقة الساحل والصحراء، قبل أن يخلص الى ما يحويه التقرير من استشرافات المحللين لمستقبل القضايا والمواضيع التي يتعرض لها، إضافة إلى ما يضمنه من "كرونولوجيا" لأهم الأحداث في موريتانيا ومنطقة الساحل والصحراء.
تعقيب نائب رئيس مركز الصحراء الاستاذ: سيدي عبد الله ولد محمد الأمين تمحور حول شكل التقرير ومضمونه، مبينا أن اختيار المواضيع التي يتضمنها التقرير ليست "اعتباطية" بل تخضع لمعايير علمية مدروسة للأحداث الأكثر تأثيراً محلياً وإقليمياً، أو التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بما يحصل في موريتانيا..
وأضاف أن الزاوية الاستشرافية التي يخلص لها تقرير المركز تبنى على "ترجيحات" لجملة من القضايا التي سيكون لها التأثير الأكبر خلال السنة المقبلة، موضحاً أن أسرة التحرير لا تغفل جانب متعة القارئ من حيث سلاسة النصوص وموازنتها بين الإطناب والإيجاز مع الالتزام طبعاً بالمعنى والمبنى اللغوي.
المحاضرة شهدت مداخلات عدة من بعض الحاضرين، صبت كلها في الثناء على جهود مركز الصحراء وتقريره السنوي المتميًز، علاوة على اقسام المركز الأخرى والتي من بينها قسمه الإعلامي الذي يعد من بين اكثر وسائل الإعلام الوطنية دقًة في نقل الخبر وجياد في التعاطي مع الحدث.