لا يعرف الكثيرون ما يتميز به النظام السياسي في ايران من تطور ورقي فهناك من يطلق على هذا النظام من باب التهكم والاستخفاف نظام الملالي وهناك من يطلق عليه نظام ولي الفقيه او نظام المرشد الإسلامي الأعلى الا ان جميع التسميات تخفي في ثناياها منظومة سياسية مؤسسة على اسس دستورية وقانونية من افضل ما توصلت له البشرية حتى اليوم من تطور ورقي في أساليب ممارسة الحكم.
يعتمد النظام الإيراني على ما يعرف ينظرية ولي الفقيه وهي نظرية سياسية وليدة وجديدة خرجت الى النور مع انتصار الثورة الإسلامية في ايران 1979 بقيادة آية الله الامام الخميني رحمه الله حيث تعتمد هذه النظرية على النيابة العامة للفقهاء عن المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عند عودته عدلا بعدما ملئت جورا ..
و يتم انتخاب المرشد الأعلى من قبل مجلس الخبراء (المنتخب من قبل الشعب)، وكان الخميني أول من أنيطت به ولاية الفقيه إلى أن توفي رحمه الله عام 1989 فتولى المرشد الحالي علي خامنئي هذا المنصب.
يمنح الدستور الإيراني مرشد الثورة صلاحيات في شتى أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير انه وفي نطاق هذه الصلاحيات يتوهم كثيرون ان سلطة الولي الفقيه مطلقة في كل الأمور المتعلقة بالشعب فهناك حالات يحدد فيها الدستور الإيراني آلية عزل المرشد عن منصبه حين يظهر عجزه عن ممارسة مهامه او حين يفقد احدى صفات الأهلية التي بوأته هذا المقام اذ لا يجامل الشعب الايراني في هذا الموضوع وهناك لجنة من العلماء والمشايخ تعنى بفحص ومراقبة وتقييم كل كلمة يقولها المرشد وتحليلها نفسيا وفيسيولجيا حتى يطمئن الشعب الايراني لمن هو منوط بالقيادة العليا للبلد.
فضلا عن ذلك يحرم الدستور الإيراني على أي من أبناء المرشد أو أصهاره او الدائرة الضيقة لمقربيه ممارسة أي عمل حكومي إداري او دبلوماسي او تجاري لمنع أي شكل من أشكال المحسوبية او القرابة التي عادة ما تعيق الشفافية والنزاهة في التنافسية داخل المجتمع ، ومن هذا المنطلق فان اقارب المرشد وأبناء محيطه الأسري الضيق لا يتميزون عن بقية أبناء المجتمع باي ميزة تفضيلية.
ويجمع كل الذين عرفوا سماحة السيد الإمام علي الخامنئ على ان لا نظير له اليوم في العالم من حيث الزهد والتقى والورع فهو لا ينام الليل كله حيث يقضيه في الصلاة والعبادة لله رب العالمين .. وعرف منذ صباه وشبابه بأنه إنسان ملتزم بالدين الإسلامي بكل شعائره .
وتنشر عنه التقارير الغربية واصفة اياه بأن لا نظير له اليوم في العالم من حيث الزهد والتقى و لا يوجد قائد مثله على الإطلاق فيما يتعلق بنظافة الكف ونصاعة الذمة المالية.
فهو يسكن في منزل متواضع و صغير وتتولى حرمه إعداد الطعام اليومي له ويوصف بانه شديد البعد من مظاهر الترف أو اغتناء الأشياء الثمينة كالسيارات او الساعات الثمينة او غيرها..
لقد أكسبته هذه المواصفات القيادية كاريزميا غامرة في قلوب الشعب الإيراني بكل طوائفه واثنياته و أعطته مواقفه الإنسانية النبيلة وقيمه الروحانية المشبعة بالإيمان وحب المستضعفين والميل الى مساندة المظلومين المكانة الرحبة في قلوب المسلمين والمسضعفين من عامة المسلمين واحرار العالم.
محمد ولد عبد الله