وحطت بينا الطائرة.. كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء يوم الاثنين في العاصمة الاسبانيةمدريد ...حيث ودعت آخر الكلمات العربية على الخطوط المغربية لأستقل المترو صوب مدينة آليون وقد كنت كالتائه
انظر من نوافذه ذات اليمين وذات الشمال حيث شجر الزيتون الممتد الى الأفق البعيد وتعود بي الذاكرة الى الماضي دون ان اشعر لأرسم في مخيلتي العصر الأندلسي وأتساءل: كيف وصل الفاتحون الى هنا وكأني أراهم يتسللون كنسيم الصبا بين أشجار الزيتون
ليقولوا ها نحن هنا.
أستشعر أبا المطرف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام يقود جيشه الجرار وحوله هالته في ابهى حللها وأسمع قصائد ابي اسحاق ابراهيم بن مسعود وابن حزم الأندلسي وأشم ريح مسك الشفاء بين نسيم الزيتون.
إنها حضارة الاسلام التى حكمت بلاد الأندلس قرونا عديدة.
لأفكر هل يمكن أن يعيد التاريخ دورته ...
لكن يبدو أن منبه المترو كان يراقب بدقة تفاصل احلام اليقظة تلك التى كانت تراودني ليخترق بصوته جدار الصمت ويقول نحن الان عند محطة في فيا دوليد. يعني بلد الوليد لامسح جرحا ثانيا بفؤادي..على لغة العملاق نزار
كأن المنبه يقول لي انس الماضي كل شي تغير حتى الأسماء ...
فق من احلامك أيها العابر نحو المجهول
دمتم أيها الإخوة.