نص الرسالة: الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فهذا إعلام عام إلى جميع المترشحين و الناخبين أن التزوير في الانتخابات من شهادة الزور التي هي من أكبر الكبائر.
حيث عدها الله تعالى مع الشرك به فقال : { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} وعدها النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر كما في حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر عند الله " قالوا : بلى يا رسول الله قال :" الشرك بالله و عقوق الوالدين و كان متكئا فجلس فقال : ألا و قول الزور ألا و شهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت) متفق عليه
و في لفظ " وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق " بدل و عقوق الوالدين " كما أن في التزوير كبيرة أخرى حين يصوت الشخص باسم غيره هي انتساب الرجل إلى غير أبيه ، ففي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام " متفق عليه، و لهذا كان التزوير منافيا للصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه " متفق عليه .
كما أن التصويت لمرشح على أساس مصلحة دنيوية خاصة من وظيفة أو جاه أو مال من أكبر الكبائر و أغلظها عقوبة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثَلَاثَة لا يَنْظُرُ اللهِ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ولا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَاب ألِيم: رَجُلٌ كَانَ لَهُ فَضْلُ مَاءِ بِالطرَّيقِ فَمَنَعَهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُل بَايَعَ إِمَاماً لَا يُبَايِعُهُ إلَّا لِدُنيا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا رَضِيَ، وِإنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا سَخِطَ، وَرَجُل أقامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ أعطَيْتُ بِهَا كَذَا أَو كَذَا، فَصَدَّقَهُ رَجُل، ثُمَّ قَرَأ هَذِهِ الآيَةِ (الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ".
كما أن التصويت لمرشح يعلمُ الناخبُ أن في المرشحين من هو أتقى منه و أصلح - سواء كان ذلك على المستوى الفردي أو الحزبي - من الخيانة التي هي من أكبر الكبائر ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم " من استعمل رجلا من عصابة و فيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله و رسوله و المؤمنين" أخرجه الحاكم في المستدرك و قال : صحيح الإسناد ويشهد له حديث أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا حتى يدخله جهنم " أخرجه الحاكم و قال صحيح الإسناد ورواه أحمد نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب و يرضى كتبه محمد الحسن الددو كان الله له و لأوليائه وليا و نصيرا.