الأناضول/ لم يدّخر القائمون على تفويج الحجاج اليمنيين إلى الأراضي الحجازية جهداً في تأمين وتجهيز وصولهم إلى هناك، وهو أمر مختلف عمّا كانت عليه مواسم الحج السابقة.
إذ يستعد 24 ألفا و255 حاجا يمنيا لأداء مناسك الحج لهذا العام، وسط تجهيزات اجتهدت بها وزارة الأوقاف اليمنية عبر ضوابط من شأنها تسهيل نقل الحجاج من اليمن إلى السعودية (ذهاباً وإيابا)، وتوفير أقصى درجات الراحة.
والخميس الماضي، انطلق أول فوج من الحجاج اليمنيين إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية، استعداداً لأداء فريضة الحج، عبر منفذ الوديعة الحدودي الرابط بين البلدين.
ويفصل منفذ “الوديعة” بين محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، ومدينة “شرورة” (جنوب غربي السعودية)، ويعد الشريان البري الوحيد لليمنيين إلى المملكة، منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات
وتعود أسباب بقائه مفتوحا إلى وقوع مدن وادي حضرموت، تحت سيطرة الحكومة الشرعية اليمنية.
**نقلة كبيرة
ويشهد موسم الحج بالنسبة لليمنيين هذا العام نقلة كبيرة، على كافة المستويات من قبيل إجراءات الدخول والخروج، والإقامة، والمواصلات، والتغذية وغيرها.
وفي حديث للأناضول حول هذا الشأن، قال وزير الأوقاف اليمني أحمد عطيه: “انطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه آلاف الحجاج، حرصنا على توفير أقصى درجات الانضباط في العمل، وتوفير الأجواء الملائمة للحجاج، بما يسهّل أداء مناسكهم”.
وأشار إلى التنسيق المبكر مع الجانب السعودي لتسهيل الحصول على التأشيرات، من أجل تفادي المشكلات التي حدثت العام الماضي، من تكدس وبطء في عملية إدخال الحجاج.
وأكد عطية أن “اليمن كان أول دول العالم الإسلامي التي أنهت عمليات مسح الجوازات والتأشيرات عبر نظام المسار الإلكتروني”.
واعتبر أن “الأمر كان محل ارتياح ودهشة من الجانب السعودي الذي استغرب إتمام الأمر قبل شهر رمضان الماضي، لاسيما في ظل ظروف الحرب الطاحنة التي تشهدها البلاد”.
عطيه قال أيضا إن “وزارة الحج والعمرة السعودية وجّهت برقية شكر وامتنان لوزارة الأوقاف اليمنية، كما أن العديد من الدول الإسلامية تواصلوا معنا للاستفادة من طريقة عملنا”.
**نظام الملازمة
وعملت وزارة الأوقاف اليمنية هذا العام على تطوير النقل باعتماد نظام “الملازمة” لأول مرة.
ويعني ذلك بقاء سائق الحافلة مع الحجاج منذ مغادرتهم البلاد إلى حين عودتهم إليها، على عكس المواسم السابقة.
وتحدث عطيه عن مزايا النظام: “له فوائد جمة؛ منها بقاء السائق مع الحجاج، وعدم تكرار تأخر الحافلات عن مواعيدها”.
وأوضح: “تم تجهيز 650 حافلة، من بينها 300 واحدة حديثة من طراز 2019، وهذا أمر غير مسبوق”.
وأكد أن هذا النوع من الحافلات سيوفر إمكانات الراحة وخدمات الإنترنت اللاسلكي “واي فاي”.
عطيه أشار إلى أن الوزارة تمكنت أيضاً من توفير السكن الملائم لكافة الحجاج اليمنيين، من خلال الحجز المبكر في الفنادق القريبة تماما من الحرم المكي.
**تغذية كاملة
لم يقتصر الأمر على تحديث نظام النقل فحسب، بل تواصلت الإجراءات “غير المسبوقة” لتشمل أيضا نظام التغذية، الذي شهد هو الآخر طريقة مختلفة.
وفي هذا الإطار أوضح عطيه “استحدثنا نظاما جديدا من خلال التعاقد مع 8 مطابخ متخصصة من بين 21 مطبخا خضعت لعملية مناقصة”.
وأضاف: “جرت العادة في السابق أن يكون مطبخا واحداً هو المسؤول عن التغذية، لكن ذلك تسبب بالكثير من المشاكل والنواقص”.
ومضى يوضح النظام الجديد: “تم تقسيم الحجاج إلى 8 مجموعات، تضم كل واحدة 3 آلاف حاج يتبعون لمطبخ واحد، وهو ما يسهل وصول الوجبات في وقتها المحدد”.
وأشار أنه بإمكان الحجاج معرفة الوجبات الثلاث المقررة لهم، فقد “تم توزيع 24 قائموة طعام شاملة لكل الوجبات، وهذا يحصل لأول مرة”.
**اهتمام حكومي
وحظيت بعثة الحجاج اليمنيين هذا العام، باهتمام الحكومة اليمنية، ورئيس البلاد عبدربه منصور هادي، وبمتابعة مستمرة من رئيس الوزراء، أحمد بن دغر.
وأكد وزير الأوقاف اليمني أنه جرى العمل مع كل الحجاج من مختلف المحافظات، بما فيها التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وفق “خطٍ متساوٍ”.
ولفت إلى أن “كثيرا من حجاج موالون لجماعة الحوثي، لكن المسؤولية تفرض علينا التعامل الجيد مع الجميع، دون النظر إلى انتماءاتهم وميولهم”.
ويسيطر مسلحو الحوثي المتهمون بتلقي دعم عسكري إيراني، على محافظات يمنية بينها صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر / أيلول 2014.
وعبر عن ارتياحه لما تم إنجازه حتى الآن، وتمنى أن يكمل حجاج بيت الله مناسكهم دون ما يعكر أجواءهم الروحانية.