{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.. خطرت بي هذه الآية القرآنية الكريمة وأنا أتابع باستغراب لقاء أجرته قناة قطرية مع العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن الددو.
وددت لو أن الشيخ الددو -وهو من هو- استحضر الآية الكريمة وهو يخوض دونما تحفظ وحل السياسة الذي طالما زلت فيه الأقدام؛ ولا أخالُه فعل للأسف؛ وإلا لما اجتر بصفاقة على رؤوس الأشهاد افتراءات النظام القطري بحق المملكة العربية السعودية.
قبل إطلالة الشيخ الددو غير الموفقة، وشهادته غير المؤصلة ضد السعودية، أطل علينا شيخ تنظيم الإخوان الإرهابي الشيخ يوسف القرضاوي، محاولا الانتقاص من شعيرة الحج ليقول إن هذا الحج ليس لله حاجة فيه، وكأنه الوحيد الذي يعلم ما تريد الذات الإلهية من العباد، حاشا لله
لا ينقضي عجبي من هذا الذي يتحدث باسم الذات الإلهية والرسول العادل الكريم، وينساق وراء تلفيقات ماكينة الإعلام القطرية بل يسابقها، بالتأكيد لم يستحضر الشيخ الآية الكريمة آنفة الذكر، أحسن مخرج وجدته للرجل الذي مرغ رمزية ومصداقية العالم الشنقيطي في التراب، وهو يحاول عبثاً مسح قذارات النظام القطري.
المحير في الموضوع أن الشيخ كان يتحدث على الأثير القطري بوثوقية غير مستساغة عن تفاصيل لا يمكن لرئيس جهاز استخبارات الجزم بها فكيف بعالم دين.
هل يعقل يا شيخ الددو -وأنت الذي لا تعلم ما يدور في بيتك الصغير، والأمور في الدين ميزانها العقل- أن تكون أعلم من الدولة السعودية بمواطنيها، حتى تقول إنهم اعتقلوا ظلماً وعدواننا، وأنهم لم يرتكبوا أي مخالفة؟
أعلم أنك ستقول: "إنما نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر".. أجيبك أن كل نظام في العالم يعرف سرائر مواطنيه، خصوصا في عصرنا اليوم، كما أنبهك أنك لم تكتف بِقَفوِ ما ليس لك به علم فقط، بل قذفت أغلب علماء المملكة، وعهدي بجماعتك تُقيم الدنيا ولا تُقعدها حين تُنتقدُ مواقفُك، بحجة كون "لحم العلماء مسموماً".
فهمتُ يا شيخ أن لحم العلماء شهيٌ وطيبٌ، وأنا أتابع قولَك بالحرف "إن المعتقلين هم شعار المجد والخير، ولو كانت المملكة تراعي مقامهم لوضعتهم فوق القمم، وأن الإنجازات التي تفخر بها المملكة الآن هؤلاء المعتقلون هم صُناعها.. ترقية ورفع علماء لم يرفعهم الدين ويتزلفون للحكام بالكذب ومخالفة شرع الله عياناً على الشاشات".
أنبهك يا شيخ الإخوان أن الصورة المرافقة لحديثك كانت لكوكبة من العلماء السعوديين، من بينهم مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، كما أنبهك أن النظام القطري كان في غاية الانتشاء وهو يستخدمك لتسب كوكبة العلماء تلك على الهواء مباشرة، وتقذفهم زورا بأن كلامهم مخالف لدين الله الذي نزل به جبريل على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
الغريب هنا أنك كنتَ، حتى وقتٍ قريبٍ، تمدح السعودية وتلازم علماءها ومشايخها، وأنك كنتَ حتى وقتٍ قريب تعلم تماماً أن عرض المسلم على المسلم حرام، وأن الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.. هل حظرَ عليك التنظيم وضع قدمٍ هنا وآخر هناك؟ هل طلبوا منك كشفَ القناع؟ شفاكَ الله يا شنقيطي.
قبل إطلالة الشيخ الددو غير الموفقة، وشهادته غير المؤصلة ضد السعودية، أطل علينا شيخ تنظيم الإخوان الإرهابي الشيخ يوسف القرضاوي، محاولا الانتقاص من شعيرة الحج ليقول إن هذا الحج ليس لله حاجة فيه، وكأنه الوحيد الذي يعلم ما تريد الذات الإلهية من العباد -حاشا لله- لغرض وحيد وهو محاباة النظام القطري ومساندته في مكره ضد المملكة العربية السعودية، وإلا لماذا لم يقل الشيخ القرضاوي أن ليس لله حاجة في الحج من قبل؟
لم أستغرب موقف القرضاوي هذا، فهو مثل الددو موظفٌ لدى الحكومة القطرية وأداةٌ من أدواتها لتحسين صورتها وتشويه صورة الآخر عند ضعاف العقول من المسلمين، وهو الدور المناط بجماعته تنظيم الإخوان والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أنشأته قطر لهذا الغرض، كما أن ديدن الإخوان هو تشويه من يخالفهم الرأي، لكن هذه المرة وصل الأمر أن يتخيروا فيما يرضي الله من العبادات، وأضافوا لقاموس الفقه الإسلامي أن أي مسلم لا يدين بالولاء للنظام القطري ليس لله حاجة فيما يقوم به من عبادات، وهذا ولله منكر من القول.
ختاما، فإن مقاطعة النظام القطري أظهرت علماء ومفكري تنظيم الإخوان الإرهابي على حقيقتهم وعرتهم أمام الجميع؛ لم يمنعهم علمهم ولا تدينُهم من استباحة عرض من يخالفُ النظام القطري، وأبعد من ذلك يتخيرون لله جل وعلا في قبول أعمال عباده، فمن يخالف النظام القطري بالنسبة لهم ليس لله حاجة في حجه.. ثم صومه وصلاته وزكاته لاحقاً، ومن هنا ينبع أصل التكفير.