هناك انتصار كبير حققته المعارضة يغفل عنه الكثيرون من مدونيها و كتابها في فورة الحماس الذي تولد من الحملة و خطاب الحملة ، فقراءة موضوعية لمشاركة المعارضة و الأهداف الضرورية منها ، في ظل عدم جاهزيتها و في ظل المقاطعة و ما ينتج عنها و في ظل استعداد النظام و تسخيره لكافة مقدرات الدولة و سعيه للسيطرة المطلقة على الساحة السياسية و بعد حملة انتساب وصل فيها مليون و نصف منتسب ؛ فقد جاءت النتائج الإيجابية للمعارضة في النقاط التالية :
1/ عدم حصول النظام على أغلبية 3/4 في البرلمان و هي التي تخوله تغيير مواد من الدستور بطريقة مريحة و هي إحدى احتمالات تمرير المأمورية الثالثة ، فقد وقفت المعارضة بحزم ضد ذلك و نجحت فيه .
2/المشاركة العريضة في المجالس الجهوية حيث دار فيها شوط ثان في جميع المدن الكبرى مثل كيفة و لعيون ( المعارضة ) و روصو و نواكشوط و نواذيبو و ازويرات حيث سيتكون المجلس من الموالاة و المعارضة بفارق نائب واحد أو اثتين ما يعني مشاركة قوية للمعارضة و و استطاعتها الوقوف أمام تمرير المشاريع و الصفقات المشبوهة و اطلاعها و مشاركتها في كل ما يدور في تلك المدن و عن قرب ..
3/نجحت المعارضة في بلديات كثيرة و حققت انتصارات واسعة لكنها كذلك نجحت في جر النظام و مرشحيه للشوط الثاني في المدن الكبيرة و الكثير من المقاطعات المفصلية ما يعني حضورا و مشاركة في اتخاذ القرار و مراقبة لتسيير الشأن العام و إمطانية فضح الفساد ز الصفقات المشبوهة .. و هذا لعمري انتصار كبير للمعارضة و من يدور في فلكها و للمواطن البسيط الذي صوت لها رغم التخويف و التخوين ..
4/استطاعت المعارضة الجادة أن تقف أمام مشروع الرئيس عزيز في تجديد الطبقة السياسية فأفشلت الجماعة التي زج بها الحزب الحاكم و النظام و وقف الشغب مع معارضته الحقيقية التي طالما ناضلت من أحله و ساندته و لفظ المعارضة السلبية و المعارضات الهامشية التي تدعم النظام كلما احتاج لها.
5/رغم الأخطاء بل الأغلاط الكبيرة التي ارتكبتها المعارضة نتيجة قلة الإمكانات و الفترة الطويلة من المقاطعة إلا أنها حشرت النظام في الزاوية حتى خرح الرئيس لإدارة الحملة بنفسه و قد أخرجه ذلك عن طوره كثيرا حتى غدى يوزع السباب و الاتهامات على شركاء الوطن و الانتخابات ؛ و ذلك نتيجة اعتدال و عقلانية و التزام الخطاب السياسي المعارض ..
5/استطاعت المعارضة أن تتفادى بعض أخطاء الشوط الأول في الشوط الثاني فظهرت أكثر تماسكا و أشد لحمة و تنسيقا .. الشيء الذي ستستفيد منه لا شك في الانتخابات القادمة ..
6/أفشلت المعارضة الحزب الحاكم حيث عجز عن إبراز منتسبيه بل صوت نصف مليون من منتسبي الحزب الحاكم للمعارضة هذا إضافة إلى ترشيحاته التي لم ترض ناخبيه و خطابه السياسي الهش الذي اعتبر فضيحة حيثما حل و ارتكب منسقوها أخطاء و هفوات في كل مكان ..
على المعارضة أن تفخر بما حققت في الظروف التي تحقق فيها و بالإمكانيات التي تحقق بها .. فقد أخفقت خطة النظام الجاهزة و أعجزته عن المضي قدما فيها .. و ها نحن ننتظر الخطة القادمة و سنكون لها بالمرصاد ..