كان التزوير مصاحبا لكل عمليات التصويت التي عرفتها بلادنا منذ التعددية مطلع التسعينيات و ما قبل ذالك.
لقد انتقلنا من تزوير" بطاقات التعريف الصفراء "و التصويت مرات و مرات للفرد الواحد مستعملين أنواع التخفي الشائعة عند فئات المجتمع مرورا بتزوير المحاضر بدون الرجوع الي نتائج العد ثم أطال ذلك التزوير "مساجات الرك message rac"ثم التلاعب بالنتائج في غرفة العمليات المركزية وينتهي المسلسل بإعلان النتائج .
و مع هذا كله يتقبل الناخب و المواطن المورتاني النتائج بكل هدوء و انضباط وغالبا ما نريح قضاءنا من مطبات الطعون في النتائج.
عند إعلان هذه النتائج يبدأ الناخب المورتاني علي مسمع من كل السلطات القضائية و الادارية بالبوح بكل انواع التزوير و التحايل الذي مارسه تارة بالتواطؤ مع رئيس المكتب و تارة بمحض خياله و يعد ذلك عند البعض في إطار البطولات وغالبا ما تكون محطة سمر ليال و ليال وكل يروي احتياله و تزويره وفي أكثر الأحيان يكون ذلك بحضرة المرشح المزور له لكي يكون عمدة او نائبا أو ربما رئيسا.
لم يتغير الكثير و نحن نعيش آخر انتخابات بعد ثلاثين سنة من التفنن في أساليب التزوبر و علي سبيل المثال بدل تزوير بطاقات التعريف في بداية المسلسل الانتخابي‘ تحتجز الآن و تشتري من أصاحبها ثم في بعض الأحيان نعمد الي تسجيلها في دوائر أخري متجاهلين بذلك متغير الاقامة الذي هو حجر الزاوية في كل انتخاب.
ومازالت محاولة تغيير المحاضر كلما وجدت الفرصة لذلك من المسلكيات المشينة ومع ذلك لم تتغير عقلية الناخب المورتاني فيما يخص بقبول نتائج الانتخابات‘"الهدوء و السكينة" هما سيدا الموقف والحمد لله.
رغم كل هذه الخرقات المتعارف عليها و المسلم لها تبقي العاصمة السياسبة و الإدارية انواكسوط عصية علي الأنظمة وذلك شيء طبيعي و ربما هو المؤشر الوحيد لديمقراطيتنا او لنزاهة الاقتراع لتميز ساكنتها من ناحية الوعي ولتحررها من بعض الأساليب التقليدبة من جهة أخرى ولذا تخفق او تخسر الأغلبية في دوائر انتخابية او مقاطعات كما هو مشاع و تنجح او تكسب ثقة المواطن في دوائر أخري و في أغلب الأحيان يكون ذالك النجاح في حدود الثلث و الثلثين المتبقيين يذهبان الي المعارضة كما هو حال آخر انتخاب نعيشه هذه الأيام إلا ان تدخل القضاء اعني قراره فيما وصل اليه من طعون ربما سيفسد أو يؤكد هذه المسلمة والتي كانت قبل قراره مقبولة و مرضية من طرف الجميع.
مما لا ريب فيه أن التزوير لن يختفي في حالة إعادة الإنتخابات في بعض الدوائر سواء تعلق الأمر بالضغط علي الناخب او المواطن قبل و بعد التصويت اللهم إلا اذا كان للقضاء تدخل في تنقية و ضبط أخلاقيات الإنتخابات حسب المدونة الانتخابية المعمول بها في البلد.
عندئذن تبقي المحافطة علي السكينة في ظل التيقن من عدم نزاهة الانتخابات أو بعض الخروقات أقل ضررا من العمل علي توفير مناخ تجرب فيه بعض النوايا التي ربما لا تخدم السكينة و الإستقرار.
والله ولي التوفيق
ادوم عبدي اجيد