الخطأ مهنة الإنس.. وسيظلون مغرمون ومكللون به ماداموا يستنشقون هواء الأرض ويأكلون رزقها.. فالحياة غواية وكل حياة غواية.. خصوصا حياة اللاعبين على ركح السلطة في ليبيا وتخوم الركح.. وما أدراك ما أهل التخوم المبلسون.. !.
الشي يعرف بضده..!
بعيدا عن غوايات السلطة والتسلح والدولار والمصارف والحرابة وفنتازيا العشائر يقف أمازيغ ليبيا "الناطقين حصرا" بمعزل عن كل هذا الوحل في زاوية بعيدة، مما يؤهلهم أن يضلعوا بشأن صناعة وتوطين السلام في ليبيا.. وهذا ما ادعوهم إليه وأحثهم، وأحمل الكونغرس الأمازيغي على الاهتمام به والبدء فيه.. خصوصا وأن هنالك شياطين تدب في الأسفل وتدابير تسري وتجري لنشر الأمازيغوفوبيا بين الليبيين.. وتغيير ملامح الأزمة السياسية إلي أزمة طائفية .. لتهيا أرض خصام جديد وتشخد ظنون وتوغر صدور وتزرع نوايا سوداء ومفاهيم خاطئة وقداسات خائبة وخائنة ويسطع أنذال وأبطال وجهال .. ويتحول خصوم اليوم إلى حلفاء بمعسكر يوزع فيه الأفيون الناصري وتكسر فيه عظام وتقطع قلوب ليرقص الزعماء منتشون كما رقص غيرهم..!
إن من يرون الحياة حرب والبقاء نتيجتها، لا يستطيعون منطقيا سوى إشعالها وإدارتها وإدامتها.. فبها وجودهم ونفوذهم وعلوهم ومكسبهم.. لذا يسهرون ويمكرون لإبقائها وإطالتها.. ولا يشتهون ضدها أي السلام.. فانتصار السلام يعني هزيمة الحرب..!
ينبغي على الأمازيغ في ليبيا أن يستلهموا مثل وقناعات الرئيس "الأمين زروال" الذي ذهب بالجزائر إلى السلام في أصعب المراحل.. وانهي أعنف مآسيها لأجل أبنائها.. فوضع أسس السلام الذي جعله الرئيس " عبدالعزيز أبو تفليقة" واقعا وحياة في الجزائر.. واستطاع خلال زمن قصير إنعاش الاقتصاد الجزائري وتنمية البلاد، فصار قانون الرحمة جسر العبور للجزائريين من قاع العشر السود إلى سني بيضاء، اكتسبت الجزائر دوناً عن محيطها أمناً وحصانة اجتماعيين لهما القدرة الذاتية على طمس ومكافحة وإقصاء أي تطرف أو غلو ديني كان أو اجتماعي " بقناعة أنا ابن جلا وطلاع الثنايا" .. وهذا ما يلزم ليبيا وتحتاجه ، فبعدما جرب الليبيون تناول الحرية بأظافرهم، باتوا مجبرين على تناولها بالملاعق والشوك كسواهم..!
أمازيغ ليبيا يمكنهم أن يتواجدوا بشكل كامل – بنواياهم وثقافتهم وآمالهم، وأن يولوا كل اهتمامهم لفرصة بناء السلام في ليبيا، لأنها فرصة ثمينة لضياعها تبعات كثيرة ومريرة وخطيرة، ولا يمكن اليوم لسواهم القيام بهذا، لأن الجميع تورطوا في بسوسيات لن تنتهي على المدى القريب..!