"نظرة المجتمع".. موضوع أولى حلقات الصالون النسوي في موسمه الجديد (صور) | صحيفة السفير

"نظرة المجتمع".. موضوع أولى حلقات الصالون النسوي في موسمه الجديد (صور)

خميس, 08/11/2018 - 00:48

اطلق الصالون الادبي النسوي الذي يتخذ من المركز الثقافي المغربي بانواكشوط مقرا له مساء أمس الاربعاء، انشطته للموسم الثالث على التوالي، وذلك بحضور وجوه نسوية معروفة في الساحة الثقافية في موريتانيا.

وخصصت أولى حلقات الصالون لنقاش "نظرة المجتمع الموريتاني للأدب النسوي قديما وحديثا" مع الدكتورة باته بنت البراء والغوص في المنتوج الأدبي للمرأة الشنقطية منذ النشأة وحتى عصر الإبداع مرور بالإسهامات الأدبية التي قدمتها المرأة خصوصا في الشعر بشقيه الفصيح واللهجي.

المحاضرة استهلت عرضها بقراءة في تاريخ المرأة الشنقيطية من منطلق المكانة التي تحظى بها المرأة في هذا المنكب وحضورها القوي في المؤسسة الإجتماعية، واصفة إياه بالحضور "المشهود الذي قلًما نجد له نظير"..

واستدلت على قولها في هذا الصدد بشهادات الباحثين والمستكشفين على غرار الرحالة العالمي إبن بطوطة وحديثه عن المرأة الولاتية.

وقالت إن الدور الذي تلعبه المرأة الشنقيطية عموما يوازي دور الرجل أو هي أكثر منه، رغم محافظتها والتظامها الديني وهيبتها داخل الأسرة وخارجها، مستنطقة لسان أحد علماء حين يقول: "وكأنما خلقن للتبجيل والإكرام".. وكأن الرجل في بيته هو الضيف والمرأة هي الآمر الناهي والمشرفة المباشرة على كل صغيرة وكبيرة..

تهميش ثقافي

رغم تلك المكانة وهذا التقدير ـ تضيف ـ بنت البراء، إلا أنه من المحيًر أن المرأة الشنقيطية ظلت تحمل وزر تهميش ثقافي لا مبرر له وإن فسر ذلك بالموروث التاريخي للعرب والمسلمين الذي لم تحظ فيه المرأة بأي مكانة ثقافية إلا ما ندر، والبداوة التي غرق فيها المجتمع المورييتاني لعدة عقود والتي كانت سببا في احتكار الأدب وخصوصا "الشعر" لصالح الرجل واعتباره مكملا للفتوته وعلامة لاكتمال الفحولة لديه، بل حتى أنهم سخروا من بعض المحاولات النسوية في هذا المجال ونعتوا من يسعين في ذلك بأوصاف تُفقدهن نعومة الإناث وتثبط هممهن في قرض الشعر رغم إبتكار لون شعري جديد خاص بالنساء مكن بعضهن من البوح وإن بطريقة مخفية وهو ما عرف لاحقا بشعر "التبراع".

وأشارت المحاضرة إلى أن غياب الوعي النسوي في تلك الحقبة من تاريخ البلد، غذته مجموعة من العراقيل والتابوهات، بل وشجعت عليه المرأة نفسها من خلال التفرغ لالتزاماتها الاجتماعية والعزوف عن التعليم، خلافا لفترة ما بعد قيام الدولة وتحرر المرأة تدريجيا من قيود طالما كانت سببا في كبت إبداعها الأدبي المتميز.

قيود الماضي

وخلصت إلى أنه ومنذ نشأة النوادي الثقافية وفتح المراكز مطلع ثمانينيات القرن الماضي ظهرت منتوجات أدبية نسوية تجازت الشعر إلى الكتابة والتأليف مستفيدة من الأرضية التي شجعت المسار الإبداعي لأسماء شرفت البلد واحتلت مكانة أدبية مرموقة بفضل التضحيات الجسام لأديبات خرجن من رحم العقبات والأشواك التي وضعها المجتمع في طريقهن وأصبحنا اليوم يدرجنا ضمن دراسات يتم إعدادها من حين لآخر عن الحركة الأدبية في بلاد المنارة والرباط.

وكان مدير المركز الثقافي المغربي الأستاذ سعيد الجوهري، قد القى كلمة ترحيبية بمناسبة افتتاح الصالون، عبر خلالها عن سعادته وهو يستضيف هذه الكوكبة من رموز الأدب النسوي في رحاب المركز، ضمن فعاليات هذا النشاط الادبي المميز، والذي تقرر تنظيم انشطته كل شهر نزولا عند رغبة عضواته، وذلك للغوص اكثر في إبداعات المرأة الموريتانية في الثقافة والفكر والأدب والفن..

الجوهري نوه في كلمته بالدكتورة بنت البراء معدداً إسهاماتها الادبية في قاعات المركز الثقافي المغربي بانواكشوط، ومكانتها في بلدها باعتبارها اليوم "أحد اعمدة الادب العربي بالقطر الموريتاني الشقيق"،.