عدم فهم الاخر خطأ يجب تداركه،بل يجب العمل على فهم المخالف، ولكن إذا صاحب عدم فهم الاخر وعدم محاولة فهمة تخطيئ له فهذه مشكلة، أما إذا كان عدم فهم الاخر مصاحب له عداء وإعلان حرب، حرب ثقافية وإعلامية فهذه جريمة، جريمة بحق النفس وبحق الاخر بل وبحق الامة، وتشتيت لإمكاناتها وشغلها بما لا ينفعها بل وبما يضرها.
كتبت مقال في ديسمبر من عام 2011 بعنوان (خطر الرمز على الثورة) وكان حول عدم وجود رموز للثورة الليبية على العقيد القذافي, كنت وما زلت اؤمن ان الرموز الاحياء خطر على حركة الشعوب, لان من يعتبر رمزا هو انسان ويحمل كل نقائص الانسان, وكثيرا ما تحول الرمز الى ما يشبه الإله لدى البعض بحيث تصبح اخطاءه حسنات, رأينا هذا في انقلاب جمال عبدالناصر وتحول عبدالناصر الى " رمز" وطالنا ما طالنا من أخطاء هذا الرمز, وكذلك في انقلاب معمر القذافي على الملك ادريس السنوسي وتحول معمر الى رمز ونال الامة ما نال من مصائب ومشاكل ناهيك عن المصائب والمصاعب التي طالت الشعب الليبي.
تحول الانقلابات الى ثورات وتحول القادة الى رموز خطر كبير على مبادئ الإنسانية وحقوق المجتمع.
هذا ما يخص الرموز، ولكن لا أتكلم عن القيادة، فالقيادة ضرورة، واحد أكبر واشد أسباب فشل الثورة السورية هو تنازع قيادات الثوار، وتصارعهم على الزعامة،مما أدى الى انعدام القيادة وفتح المجال واسعا لكل المؤامرات التي ساهمت في اجهاض الثورة وسقوطها.
هذه امثله من تاريخنا القريب ومن لم او لا يراها اظنه يحتاج الى من يوعيه بحقائق التاريخ المعاصر وكيفية قراءته
هذا الاختلاف بين الرمز والقيادة، الأول خطر والثاني ضرورة هو الطريقة التي يفكر فيها الخليجيون في السعودية والإمارات والكويت وعمان.
نحن ليس لدينا رموز ولكن لدينا قيادات نصطف ورائها، وندافع عنها، لا ندافع عنها كرموز بل كقيادة للوطن، ولا ننازعها القيادة، ولا نخرج عليها، ننقد الأخطاء ولكن لا ندمر القيادة ومكانتها، نحاول اكمال النقص ولكن لا نحاول زعزعةالمجتمع، لأننا نخشى ان ينطبق علينا طرفة تروى عن أحدهم.
يقال ان أحدهم حلم بشخص يعطيه 999 دينار وهو يرفض استلامها الا ان أكملت الى 1000 دينار، ويطالب بالدينار الناقص، الأول يحاول والثاني يرفض وبشدة، استيقظ النائم من حلمه ووجد يديه خاليتان فغطى نفسه باللحاف وقال: امري لله أعطني ال 999 دينار.
جل ما نخشاه ان نفقد كل ما تحقق في اوطاننا من اجل أحلام في منام ونعود لنبحث حتى عن الاحلام فلا نجدها ونجد بدلها كوابيس تؤرق أبنائنا وعائلاتنا، فلا حلمنا أصبح سعيدا ولا واقعنا أصبح مقبولا.
عرب الخليج لا يؤمنون بالرموز بل يؤمنون بالقيادة، ولا يدافعون عن رموز بل يدافعون عن قيادة.
يعرفون أهمية القيادة في المجتمع وضرورتها للدولة وحتمية وجودها للوطن. ولا نرضى ان يدمر الوطن وتدمر مقوماته لأجل أحلام لا مكان لها في ارض الواقع.
الملك سلمان بن عبد العزير قائد للوطن، والأمير محمد بن سلمان قائد لمسيرة الوطن.
محمد بن سلمان شاب لديه نظرة مستقبلية معلن عنها ونرى العمل على قدم وساق لتحقيقها، وآخرها القمران الصناعيان اللذان أطلقا يوم الجمعة 7 ديسمبر، بنيا بخبرات سعودية 100% وقبلها بدء تحقيق نقل الخبرات النوعية في صناعة الأسلحة المتطورة. ومشروع " نيوم " الذي بدأ العمل به لربط السعودية ومصر والأردن في منطقة صناعات متطورة. مشاريع كثيرة لتحقيق نظرة 2030 المعلن عنها على مستوى وطني.
سؤال اوجهه الى كل من يعادي المملكة العربية السعودية، ويعادي قيادتها، لا اطلب إجابة، ولكن اطلب منه ان يجيب على السؤال في نفسه.
ما هو البديل؟ هل لديه البديل الجاهز؟
كل ما اسمعه مجموعة من الشعارات البراقة، والكلمات الطنانة، والاصوات العالية، التي لا تبني وطنا ولا تحمي مواطنا، ولا تضع طعاما على مائدة او كهرباء في انارة.
شعارات اكل الزمان عليها وشرب، وكلمات مفرغة من أي معنى حقيقي لها.
كفانا شعارات،ولبقهم من يكره المملكة العربية السعودية او الامارات العربية المتحدة او دولة الكويت او البحرين، بان الشعب راض عن قيادة قادته، وانهم يعلمون ويعرفون حق المعرفة انالاستقرار هو اول ركائز التنمية، وان عليهم قبول هذا والتعايش معه، ولن يتغير هذا الموقف ولن يتزحزح.
نحن شعوب عربية ترى الواقع رؤية سليمة، ولا تهمنا شعاراتهم ولا اتهاماتهم لنا بالتطبيل.
نعم نحن نطبل للاستقرار.
نعم نحن نطبل للتنمية الداخلية
نعم نحن نطبل للمدارس والمستشفيات والطرق
نعم نحن نطبل للتطور والتقدم الذي نمر به ونعيشه
نعم نحن نطبل للأمن والأمان
ومن أراد الشعارات فلن يجدها لدى الخليجي. وليبحث عنها في مكان آخر، وليوفر جهده وعناءه او ليصرفه في التعرف على الوجه الاخر لما يكره.
حمى الله الخليج من كل الهزاهز والنوائب وهدى الله من يعاديهم ليعرف الحق والصواب.
صالح بن عبدالله السليمان