لربما تعد سنة 2018 من أجمل السنوات التي مرت على كل الموريتانيين الذين يحلمون بأحلام كرة القدم أولائك البؤساء الفقراء الذين لايجدون اللذة سوى في تلك اللعبة .
لقد كان عاما مليئا بالأحزان والأفراح لكنه مع كل ذلك، كان متنفسا لمن يرغبون بالأحلام التي لايحبها من يظن أن كرة القدم، خطرا في مجتمع لايزال متأخرا ولم يصل إلى مصاف الدول الكبيرة .
مجموعة صعبة تضم ثلاثة منتخبات إفريقية عريقة، بوركينا فاسو أنغولا بوتسوانا نتائج جيدة وتأهل غير متوقع وفرحة عظيمة في كل موريتانيا !.
إن الذين يعتقدون أن سنة 2018 مجرد سنة عادية كسابقاتها فهو مجنون يجب أن يرمى في مكان لايوجد فيه سوى المجانين الذين لايؤمنون بتحقيق الأحلام.
عندما نتحدث عن سنة تأهلت فيها كرة القدم الموريتانية إلى أكبر محفل قاري فإننا نتحدث عن سنوات طويلة جدا من العمل الكبير الذي سهرت الدولة قيادة والاتحادية عمالا ولاعبين بأحلام وعمل حتى يتحقق، حلم ( الكان) واليوم في سنة 2019 ستعيش أقدام لاعبينا في سعادة إلى الأبد وهي تحمل معها إنجازا عجزت اسماء لامعة في الرياضة الموريتانية، عن تحقيقه طيلة العقود الماضية.
لكن 2018 حملت معها خيبات لايمكن أن تنساها الأوساط الرياضية الموريتانية والبداية مع خروج فريق كينغ نواكشوط من بطولة كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم عندما خسر في نواكشوط بهدفين مقابل هدف، وفي الإياب عاد ليصحح خطأه ويفوز في الإياب بهدف لكن الفريق الإيفواري استفاد من مباراة الذهاب بنواكشوط التي فاز فيها بهدفين لهدف ليخرج ممثل موريتانيا من البطولة الافريقية في دورها الأول .
ثم يأتي الدور على أفضل فريق في موريتانيا خلال السنوات الماضية افسي نواذيبو ويعود إلى واجهة البطولة الافريقية الأخرى، وهي كأس أبطال إفريقيا أمام فريق الأهلي بنغازي الليبي مباراة الذهاب فاز فيها فسي نواذيبو بنتيجة هدفين مقابل هدف حيث عاد في النتيجة .
وفي لقاء العودة الذي أقيم في العاصمة المصرية القاهرة خسر فريق فسي نواذيبو بهدفين دون رد ليحقق بذلك فريق أهلي بنغازي الليبي التأهل إلى الدور 32 ويخسر الفريق الموريتاني المنافسة الافريقية التي استعد لها كثيرا .
أما الخيبة الأخرى التي صاحبة خروج ممثل موريتانيا من بطولتي الاتحاد الافريقي فكانت قناة " الرياضية الموريتانية " التي أمر رئيس الدولة بإطلاقها، وتعاونت الاتحادية الموريتانية لكرة القدم وقناة التلفزة الموريتانية على الإشراف عليها، وكانت الأوساط الرياضية الموريتانية تعتقد أنها حصلت على قناة رياضية تجعلها الشغل الشاغل، وتجد فيها اللذة التي طالما أفتقدتها خلال عقود طويلة لكن خاب ظن من توقع أنها ستكون كذلك فكانت أسوأ قرار تتخذه الحكومة الموريتانية الجديدة منذ توليها الحكم، تجاه الرياضيين فكانت أسوأ حدث في العام 2018 .
لكن تبقى ليلة التأهل التاريخي إلى نهائيات الكان ذكرى خالدة في قلوب كافة الموريتانيين بكل طيفهم السياسي وشرائحهم .
بقلم : الحسين ولد التراد