لقد عرفت هذه العشرية فترتين أولاهما تميزت بإشاعة السكينة بين المواطنين و جلب الاستثمارات كما تميزت كذلك بطفرة مالية كبيرة حيث مكنت من تدشين و انجاز الكثير من المشاريع التنموية ذات البعد الاجتماعي و الاقتصادي كبناء و تجهيز المستشفيات و المدارس التخصصية و المنشآت المائية وفك العزلة عن بعض المناطق إلا ان التأثير الملموس لكل هذه الإنجازات لن تعاش انغكاساته الاجابية الا بعد فترة و بعد تقييم evaluation de l'impact
و الأهم من هذا كله المحافطة علي وحدة الوطن و استقراره السياسي حيث شهدت تلك الفترة إقامة حوار سياسي 2011 من خلاله تحسنت المنظومة القانونية للبلد ورسخت مبادئ الديمقراطية بادراج في دباجة الدستور تجريم الرق و اقرار مبدأ الاختلاف و تعزيز الهوية و رفض التغيرات الا ستورية و التأكيد علي التبادل السلمي علي السلطة كمنهج لا رجعة فيه من اجل استقرار وأمن البلد.
في الفترة الموالية بدأت بعض المظاهر المناقضة وإن لم تحظ باي نجاح كتب لها كالمطالبة بنقض الدستور عبر المطالبة بزيادة عدد المأموريات بالتلميح ثم بالتصريح مما صدع الجبهة الداخلية للبلد.
لقد اثر ذلك الجو علي الفريق الحكومي نفسه اذ لم يكن بالتماسك المنشود و كذلك الاغلبية كما ظهر فيما بعد في محاولة تقويم اداء الحزب الحاكم و مخلفات الترشحات فيما بعد.
لن تسلم المعارضة الديمقراطية من ذاك الاحتقان فحرمت من حقوقها التي نص عليها القانون المنظم لها كالولوج الي المعلومات الغير مصنفة بالسرية و الي الإعلام العمومي بالحصة المناسبة والي رفض توقيع المقرر التطبيقي لقانونها المنشئ لها و هنا اعني طبعا مؤسسة المعارضة الديمقراطية.
لا شك ان المشاركة الواسعة لكل الطيف السياسي تعد مناسبة قيمة للدفع بالديمقراطية الي الامام و انتصارا لفكرة التشاور و الحوار الذي يعكسه البرلمان و المؤسسات الدستورية الاخري
لقد رجحت كفة الحكمة و المصلحة و أعيد الي الشعب قيمته بإحترام دستوره و السعي الي إحقاق مبدأ التناوب السلمي علي السلطة الشيء الذي يتوجب علينا جميعا اقتناء هذه الفرصة النادرة بتثمينها و العمل علي انجاحها باختيار الرئيس المناسب وبه ندشن عهدا جديدا لم يسبق له مثيل في تاريخ بلدنا كونه سوف يكون أول تناوب سلمي علي السلطة و نعطيه الفرصة لتحقيق اكبر عدد من النجاحات الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية من نمو اقتصادي و رفاهة اجتماعية و عيش كريم للمواطن مع المحافطة علي وحدة و هوية هذا البلد و تنمية الاخلاق الفاضلة التي تميز شعبه من اعطاء قيمة للعلم و المعرفة و ترسيخ مفهوم المواطنة في الحياة اليومية.
كما علينا ان نحصن جميع المكتسبات الاجابية لبلدنا ونحمد الله ونشكره علي تجنبه لنا من الحروب الاهلية و المناوشات العرقية المدمرة و ان نستحضر في كل وقت ان هذا كله ليس بالبعيد و دواؤه preventif هو العدالة الاجتماعية و إشاعة الحب بين المواطنين ونبذ الكراهية و التطرف.
ادوم عبدي اجيد
والله ولي التوفيق