تدور الآن في الساحة الوطنية تفاعلات مخاض سياسي متسارع لاستشراف مآلات الانتخابات الرئاسية المقبلة هذا العام بعد ان قطع الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز الشك باليقين مكرسا مبدأ التناوب السلمي على السلطة واحترام دستور البلاد وهو موقف يصب بطبيعة الحال في إطار ترسيخ الديموقراطية ودولة المؤسسات رغم ان الرجل وقف ضد تيار الأغلبية الذي كان يريد فتح الماموريات كي يتسنى له مواصلة المشوار على راس السلطة
اليوم تقف موريتانيا على مفترق الطرق ليس بالمعنى السلبي لهذه العبارة فالبلد ولله الحمد ينعم منذ سنوات عديدة بالأمن والاستقرار وإنما بمعنى أننا اليوم أمام منعطف تاريخي لصيانة مسار إيجابي لهذا الوطن العزيز من خلال اختيار رجل المرحلة المناسب و الانطلاق من جديد لامتلاك رهانات المستقبل في ارض الرجال من أجل مزيد من التنمية وترسيخ الديموقراطية وتفعيل دور موريتانيا أفريقيا وعربيا وعالميا بمنظور جديد يجمع بين القوة الروحية لثقافة بلاد شنقيط والرؤية الاستيراتيجية لتحديات المنطقة والعالم اليوم وطاقة أخرى من الحركية الاقتصادية الفعالة تستنهض كل الهمم والطاقات والكفاءات لصناعة مستقبل الأجيال القائم في وجهة نظري على حكمة العمل وفرصة الأمل
اعتبر شخصيا ككاتب وإعلامي ظل ينأى بنفسه كثيرا عن الاصطفاف السياسي في صفوف المعارضة أو الموالاة ان على النخبة الوطنية الان وخاصة المثقفين والكتاب ان يساهموا في تحديد معالم الطريق وهذا يتطلب الإنصاف قبل الاختلاف و ان نحدد جميعا على أية أرضية نقف في هذه المرحلة الفاصلة من رحلتنا جميعا على مركب واحد لا يجب أن يخرقه اي احد في بحر متلاطم من حولنا يمور بالازمات الأمنية والسياسية في المنطقة والمحيط سواء من قريب او بعيد ، وهذه الأرضية التي يجب ان نقف عليها ليست بالنسبة لي سوى مصلحة موريتانيا أولا وأخيرا موريتانيا آمنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان
صحيح ان السؤال الان في كل الأوساط الموريتانية هو ماذا وإلى أين نسير ؟
ولأنني معني شأن الجميع بالتفكير في إجابة معينة حول هذا السؤال اريد ان أوضح اولا ان الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز قد نجح تماما في تجنب المنزلق الذي كان يتمناه البعض من هواة الأزمات دون أن يدركوا ان الرجل يتمتع في الحقيقة بروح وطنية قوية تجسدت في إنجازات شاهدة ومشاريع واعدة لهذا الوطن الغالي إبان فترة رئاسته العشرية والتي اتسمت بحصاد إيجابي لا خلاف عليه لأسباب موضوعية
إن حديث الساعة الآن عن شد الرحال و جس الرجال يطرح بصراحة كبيرة سؤال الرجل المناسب الذي سيخلف الرئيس محمد ولد عبد العزيز ليس من منطلقات سياسية تقليدية ولا لاعتبارات انتخابية آنية وإنما بناء على متطلبات مشروع وطني جامع يؤسس لجبهة وطنية صلبة متماسكة من أجل جميع الموريتانيين ويقف بوعي وثبات في وجه كل التحديات والعراقيل
إنه بإختصار سؤال الرجل المناسب لمرحلة العمل والأمل
مرحلة انطلاق موريتانيا من جديد في آفاق التنمية الشاملة بلا حدود وهي تستند في عمقها الحضاري والثقافي إلى عبقرية شعب واحد قوته الحقيقية في تنوعه العرقي وثراؤه الكبير في قيمه السمحة وتقاليده الروحية والاجتماعية الأصيلة بكل فئاته ومكوناته
نعم إنه رجل المرحلة الذي نبحث عنه جميعا لكنه في اعتقادي ليس بعيدا عنا لأنه على خط الدفاع الأول عن كينونة وهوية هذا البلد صامتا بحكمة وتعقل هادئا بتواضع واتزان في زحمة المعركة قبل اوانها
نعم إنه رجل الميدان الفريق الإنسان محمد ولد الغزواني
اقولها لكم من أجل موريتانيا وموريتانيا فقط لا من أجل أي شيء آخر
سيدي ولد الأمجاد
كاتب صحفي
مدير القناة الثقافية الموريتانية