أكدت رئيسة جمعية أطفال التوحد الموريتانية الدكتورة مريم منت الداه، في مقابلة خاصة لإذاعة الصين الدولية أجراها معها الزميل عبد الرحمن ولد سيدي محمد، أن فكرة إنشاء هذه الجمعية جاءت بسبب معاناة أسر أطفال التوحد في موريتانيا من عدم وجود بنية دراسية أكاديمية لأطفالهم في ظل ازدياد ظاهرة التوحد.
وأضافت رئيسة الجمعية أنه وفي ظل عدم وجود إحصائيات دقيقة بشأن انتشار ظاهرة التوحد في موريتانيا، إلا أن الجمعية تعتمد على الإحصاءات الدولية بصفة عامة، والتي من خلالها يتبين أن نسبة الإصابة في صفوف الأطفال الموريتانيين تتجاوز 3700 طفل، معتبرة أن الجمعية لديها لائحة تتجاوز 200 طفل مصاب بالتوحد بين طيف التوحد والتوحد الشديد، ولدى الجمعية مركزا متخصصا لعلاج وتأهيل أطفال التوحد يديره أخصائيون، شهد إقبالا شديدا، وتم انتقاء الملفات حسب شروط معينة أولها أن يتم التأكد من تشخيص الطفل وإصابته بالتوحد.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
CRI - : بداية دكتورة حبذا لو تحدثتم لنا عن جمعية أطفال التوحد الموريتانية، ماهي بداية الفكرة ومتى رأت النور؟
- رئيسة الجمعية: جمعية أطفال التوحد الموريتانية نشأت بسبب معاناة أسر أطفال التوحد في موريتانيا من عدم وجود بنية دراسية أكاديمية لأطفالهم ، حيث تقوم الأسر بالسفر دائما للخارج وأنا شخصيا كنت أعاني من هذا حيث تغربت لمدة سنوات طويلة خارج البلاد وكنت مع الأسف ألاحظ ازدياد ظاهرة التوحد في موريتانيا سنويا، وقمت مع مجموعة صديقات وهن أمهات أيضا لأطفال مصابين بالتوحد بإنشاء مجموعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكان الهدف الأساسي منها هو الدعم النفسي والتضامن فيما بيننا، وسبق أن حصلت حادثة مند سنة ونصف تقريبا كانت حادثة ضرب طفل موريتاني في مركز لتأهيل أطفال التوحد في خارج البلاد، وقد أثرت هذه الحادثة سلبيا علينا جميعا، وأثرت في شخصيا وقررت طرح ترخيص إنشاء جمعية لأطفال التوحد والمضي قدما في الإجراءات الإدارية للجمعية وهكذا رأت النور هده الجمعية.
CRI - : هل من إحصائيات دقيقة بمستوى انتشار مرض التوحد في موريتانيا؟
- رئيسة الجمعية: لا توجد إحصائيات دقيقة بشأن انتشار ظاهرة التوحد في موريتانيا، ولكن سوف نلجأ هنا لإحصائيات دولية، فحسب منظمة الصحة العالمية، فبين كل 160 طفل في العالم يوجد طفل مصاب بالتوحد، وعندما نطبق هده النسبة على موريتانيا فنسبة الإصابة في صفوف الأطفال تتجاوز 3700 طفل على المستوى الوطني، وما يزيد على 900 طفل في سن التمدرس في نواكشوط، وحاليا في الجمعية التي بدأنا مزاولة النشاط فيها في العاصمة نواكشوط، لدينا فقط لائحة تتجاوز 200 طفل مصاب بالتوحد بين طيف التوحد والتوحد الشديد.
- CRI: لديكم مركز خاص بأطفال التوحد كيف كان الإقبال عليه، وهل من شروط معينة لاستقبال أطفال التوحد، وهل من كادر بشري متخصص قادر على استيعاب حجم أكبر من المرضى؟
- رئيسة الجمعية: نعم لدينا مركز زايد لأطفال التوحد وهو النشاط الأول الفعلي لهذه الجمعية ومركز متخصص لعلاج وتأهيل أطفال التوحد يديره أخصائيون عمالة وافدة من دول عربية شقيقة والعمل تحت إشراف هؤلاء الوافدين، وكادر محلي أيضا تعليمي، وكان الإقبال شديدا على المركز وتم انتقاء الملفات حسب شروط معينة أولها أن يتأكد تشخيص الطفل بالتوحد حيث التشخيص من شقين، شق طبي وشق سلوكي فعندما تأتي الأسرة للمركز يتم توجيهها إلى طبيب عصبي نفسي للأطفال ومن ثم يحضر الطفل إلى الاخصائي السلوكي في المركز وبرؤية بقية الفريق من أخصائيين وعلاج وظيفي وعلاج طبيعي يتم عمل ملف للطفل، وقد تم حتى الأن انتقاء 30 ملفا حيث بدأ المركز بطاقة استيعابية لكل سنة 30 طفلا فقط للأسف ولدينا لائحة انتظار طويلة .
المعيار الثاني بعد تأكيد التشخيص بالتوحد هو معيار السن حيث يغطي شريحة عمرية ما بين 3 إلى 14 سنة والأولوية دائما للأطفال الصغار الذين هم أعمارهم بين الثالثة والرابعة حيث تنجح تجربة التدخل المبكر على هؤلاء الأطفال كلما فكرنا في التدخل أو تدخلنا على الطفل مازال في سن صغيرة تكون النتائج أحسن ويتم دمج الطفل بسرعة أكبر في المدارس
- CRI : كيف تعملون من أجل تغيير عقليات المجتمع التي تنظر لمثل هؤلاء بنوع من السلبية، وهل من صعوبات؟
- رئيسة الجمعية: نحن نؤمن بأن تغيير عقلية المجتمع الموريتاني حول ظاهرة التوحد مهمة صعبة ولكنها ممكنة عن طريق الحملات التحسيسية المكثفة للغاية من أجل التوعية بهذه الظاهرة وطريقة التعامل مع الأطفال، وقد قمنا بالاتصال بالمؤسسات الإعلامية التلفزيونية والإذاعية وكذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المنتشر حاليا، وصورنا حلقات وفيديوهات حول هذه الظاهرة مستعينين بالأخصائيين الموجودين لدينا من أجل التحسيس حول هذه الظاهرة وخطورتها، لأن هناك جهل للأسف من قبل المجتمع بها، وذلك ما يؤدي إلى تأخير التشخيص والتدخل على الأطفال في الوقت المناسب، فنحن نقوم بالتوعية الدائمة، وعلى مستوى الجمعية لدينا جلسات أسبوعية منظمة يديرها أخصائيون والفئة المستهدفة هي الامهات خاصة أولياء أمور أطفال التوحد، حيث يقوم الأخصائيون بتوعيتهم وتدريبهم حول طرق التعامل مع أطفالهم فنحن نؤمن بأن الأسرة لديها جانب كبير من المسؤولية عن هؤلاء الأطفال وأيضا الحث على دمجهم في المجتمع لكي تتغير النظرة السلبية اتجاه أطفال التوحد وقد قمنا بتجربة لدمج ثلاث أطفال من المركز في المدارس العادية وقد كللت ولله الحمد تلك التجربة بنجاح ، كل هذا من أجل التوعية والتحسيس بهذه الظاهرة، وأظن أنها ستؤتي أكلها بعد حين حيث ستتغير عقلية المجتمع بشكل تدريجي اتجاه هؤلاء الأطفال.
- CRI : هل لدى جمعيتكم شراكة مع نظيراتها في الخارج، لتبادل الخبرات في هذا المجال؟
- رئيسة الجمعية: قمت شخصيا بزيارة عدد من الدول العربية المجاورة ودول أوربية واطلعت على مراكز وجمعيات معنية بتأهيل أطفال التوحد وأيضا استقبلنا في الجمعية عددا من الوفود العربية والدولية معنية بالتوحد ونحن بصدد إجراء شراكات مع بعض من تلك الجمعيات بإذن الله، لكون العمل المشترك وتبادل الخبرات يؤدي إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة من جمعيتنا لأطفال التوحد، وذلك ما نسعى إليه.
- CRI : هل من كلمة أخيرة تودين توجيهها إلى الرأي العام الموريتاني والعربي خصوصا من لديه أطفال يعانون من التوحد؟
- رئيسة الجمعية: الكلمة التي أوجهها إلى الرأي العام الموريتاني والعربي، هي أن هذه الظاهرة متفشية للأسف، وأود لفت الانتباه إلى أنها تحتاج لكل دعم مادي ومعنوي، سواء للأسر أو للأطفال وتقبلهم في المجتمع، وهذا للأسف عالمي وليس فقط موريتاني أو عربي، لأن هذه الظاهرة وحتى في الدول المتقدمة ليس هناك اهتمام كبير بها ولا بالأطفال المصابين بها، وبالتالي هم أطفال ويحتاجون لكل أنواع المساعدة من إنشاء مراكز وبنى و مستوصفات وهيئات معنية بهم ومعنية أيضا بالإحاطة النفسية لأسرهم، وأرجو أيضا من الأسر الموريتانية التي لديها أطفال التوحد العناية بأطفالهم والتدخل المبكر لفحصهم والمبادرة بزيارة الطبيب، للتمكن من اكتشاف الظاهرة مبكرا ليتم علاجها في الوقت المناسب، لتكون الوسائل المستخدمة للطفل أكثر نجاعة وبالتالي يتم دمج الطفل في المدرسة الاعتيادية بطريقة أسهل، وأشكركم.