عدم دمج حزب الاتحاد الحاكم و بقية أحزاب الأغلبية فى إعلان ترشح ولد غزوانى ،و ترك مؤتمر الحزب فى حالة انعقاد دائم إلى ما بعد الرئاسيات.معلقا دون أن يحل أو يفعل ،مؤشرات توجه رئاسي جديد،لا يبارك العهد الحالي،و يدل على قوة و استقلالية ،المرشح الرئاسي، محمد ولد غزوانى .
و لعل ولد غزوانى لا يريد التورط فى رموز موالين محترقين،فرضهم ولد عبد العزيز على الناس،فأكلوا المال العام حتى الثمالة، و استغلوا النفوذ حتى حد الانكشاف !.
و قد تفرض الظروف ضرورة بعض التغيير ،إن لم يكن الكثير من التغيير، الواسع البين .
و مع أن حزب الاتحاد قد يلعب دورا ،هو و غيره من أحزاب الموالاة ،لكن طريقة إعلان الترشيح و طريقة انعقاد مؤتمر حزب الاتحاد ،يدل على الاتكاء إلى خطة مرسومة سلفا،قوامها محاولة التميز ،خصوصا أن ملامح الترشحات المنجلية حتى الآن ،تدل على أن الحملة الرئاسية ،قد لا تكون نزهة عابرة أو سحابة صيف ،إطلاقا !.
فثمة مرشح محتمل،محسوب على بعض شريحة لحراطين،بوجه خاص:برام.و ثمة مرشح محسوب على حركة افلام و بعض الأحزاب ذات القيادات الزنجية:رئيس حركة افلام، اتيام ،هذا إلى جانب مرشح المعارضة الراديكالية المحتمل ،مع مرشحين آخرين طبعا.مما يهدد الأصوات بالتفتيت ، و قد يفضى إلى دور ثان خطير،غير مأمون العواقب.
معطيات تفرض على ولد غزوانى و طاقم حملته ،غامض المواصفات حتى الآن ،بذل جهود استثنائية، لعبور قنطرة التنافس المرير المعقد بامتياز .
و تظل أسئلة كثيرة معلقة دون جواب حاسم إلى حين .
هل سيسير ولد غزوانى على خطى النظام القائم ،أم يحدث تغييرات جذرية، ذات بال و تأثير، فى إقناع الناخب ،من أجل الخلاص من سلبيات و عثرات التجربة العزيزية ؟!.
هل سيتمسك غزوانى، بجماعة الصفقات الغامضة المحسوبة، عائليا و سياسيا، على الرئيس الحالي،حيث اتهمت تلك المجموعة، باستفادة واسعة مشبوهة ؟!.
هل سيستمر نظام غزوانى المحتمل فى استهداف حمى الحركة الإسلامية ،بصورة أو بأخرى،طلبا لخاطر أنظمة معروفة ،قد تمول بشروط مجحفة أحيانا،و مهددة للاستقرار،خصوصا أن غزوانى أيام قيادة الأركان ،يروج أنه وثيق الصلة ،بتلك الحكومات العربية ،المشار إليها آنفا ؟!.
و من آخر ،لعل الدولة فى الوقت الراهن ،بحاجة ماسة لرئيس محسوب على المؤسسة العسكرية ،و لو مؤقتا ، لأنها مقبلة على استخراج ثروة غازية ، تحتاج للتأمين و الضبط، و من وجه آخر أيضا، تتخمر يوما بعد يوم ،مخاطر الخطاب العرقي و الشرائحي ،الموهن للحمة الوطنية .
و لعلنا بحاجة للمزيد من الفحص و الدراسات فى موضوع الوحدة الوطنية و توازناتها و شروطها المهددة ،فى بعض جوانبها الحساسة !.