لم تعد اللياقة القلمية تملأ ذهني كما في السابق، وبدوت وكأن الترهل والوهن ينخران لوحة مفاتيحي، صار الحديث بالأحرف صعبا بالنسبة لي، ربما هو الوتس آب من حدا بي إلى ذلك، وينضاف إليه تشعب المجابات السياسية التي نسير على جنباتها بشكل يومي، ولدت الموالاة، وشاخت وتناثرت ذوائب المعارضة، تبادل البعض صهوات الكراسي ونحن نسير ببطء على الطريق الطويل المتعرج نرقب بين الفينة والأخرى أن تومض لنا شمعة لمن يفرشنا هناء ويلبسنا حلة جديدة زاهية ويسألنا عن متاعب الطريق فنخبره عنها وعن الأمل الذي يحدونا في تلك العير القادمة المحملة بكل ما نحتاجه من أطنان العدالة والتشغيل والبناء، ومعلقة قرب الوحدة والإخاء ليرتوى منها الجميع فتسير في عروقه نكهة الحب والخير وتغسل كل ضغينة شعواء كانت تضعف القلوب عن الحب وتثني النفوس عن التقارب والأجسام عن العناق.
أليس من الممكن والحال هذه أن نكون جميعا صفا واحدا، هل من الضروري أن نظهر كمعارضة لمشروع يمكننا إنجازه معا، وجني ثماره معا، والاستظلال بظله معا، "نعم حسب رأيي" فنحن شعب واحد وإن تعددنا واختلفنا في الآراء وبإمكاننا تحديد موعدنا عند بوابة الوطن هناك سنلتقي بميعاد أو بغير ميعاد ونبدأ كتابة القصة بنفس الحبر ونعبر عن شخوصها بنفس الذائقة وفي الأخير نصل إلى النهاية نفسها وتنقش في دفتر الزمن بأسمائنا كلنا.
ليس عيبا أن نكون كلنا موالين، ولكن العيب أن نسلك خطين متوزيين ونسير مع الوعي أن الخطين لن يلتقيا أبدا، كأنها سنة المكابرين.
إنها معركة الوطن وهو بحاجة لكل سيف في ربوعنا والكل بإمكانه نصرته ولو لم يعتقد ذلك فقط عليه أن يسعى..
دمتم بخير أحبتي، بالكاد أستطيع أن أرفع لثام الظلام لأطل من النافذة الزرقاء هذه لكن السعي لامتصاص وهج البدر ربما بدد ذلك الخجل...
حرر بامبود بتاريخ 16/03/2019